Culture Magazine Monday  03/12/2007 G Issue 225
تشكيل
الأثنين 23 ,ذو القعدة 1428   العدد  225
 
مطالعات
زيد بن سبهان في ديوانه الجديد
(ابتسامة كادت أن تموت) رؤية تنهل من مواجع الحاضرعبدالحفيظ الشمري

 

 

في شعرية راعفة وحزينة، تشير إلى مواجع الأمة الكثيرة في هذا الأوان العجيب.. يطل الشاعر زيد بن سبهان الشمري على القارئ بديوانه الجديد (ابتسامة كادت أن تموت) محملاً بعبق الشوق إلى الخلاص من منغصات إنسانية كثيرة.. فرغم رسم (الابتسامة) كِتابةً في أول عنوان الديوان إلا أنه بالكاد أن تجدها نظراً لتأمله الفاجع لمآل الأحلام، والابتسامة، والأمل على نحو ما يراه في القصيدة الفاتحة للديوان (سيرتك أزكى وأعطر)، حينما تمثل الهجمة الشرسة على مقام أطهر البشرية وأنقاها.. رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليصوغها على هيئة رسالة عاصفة، وخاطفة تحدد معالم هذه الفعلة الشنعاء وأثرها في نفوس الأمة المسلمة.

في القصيدة التي حملت اسم الديوان (ابتسامة كادت أن تموت) رؤية اتكأت على البعد العاطفي، لتبين للقارئ معالم العلاقة المحتملة بين الرجل والمرأة.. ذلك البعد الذي لا ينتهي به المطاف عند حد معين إنما هي علاقة أزلية بين المحب ومحبوبته التي صاغ منها الشاعر بعداً تجذيرياً لحالة الفراق المحتملة.. فلم ينكر (الشاعر - الراوي) في ثنايا حبه أن الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر هذه العلاقة ليجعلها رمزاً عميقاً على نحو مقولات (نزار قباني) الشعرية حينما صور حبه لحبوبته بأنه قدر من الله فها هو زيد بن سبهان يعيد رونق الحكاية العاطفية بأسلوب شعري متوازن لا يكشف خللاً ما في التوجه أو النهج إنما هو الحب - قاتله الله- حينما يذيب القلوب شوقاً ووفاءً ومشاعرَ متناقضة.

فالقصيدة رغم عاطفيتها لم تُوجِد صداماً عاطفياً إنما تهديداً ووعيداً يشير فيه الشاعر صراحة إلى أن الحب قد لا يكون كل شيء في هذه الحياة.

تتوالى بعد قصيدة (ابتسامة) قصائد العاطفة الجياشة، إذ نلمح أن الشاعر (زيد) يلج من باب هذه القصيدة إلى وصفيات أكثر إدهاشاً عما يريده الرجل للمرأة فهو الذي يريدها أن تكون أجمل النساء وإن لم تحمل أسماءهن جميعاً.. فيودها على نحو ما ورد في قصيدته (هذا المساء)، لنراه وقد صاغ من هذا الوجد الجمالي أملاً في علاقة سوية يظل اشتعالها الجميل في الذات مدى الحياة.

ديوان الشاعر زيد بن سبهان رؤية للواقع بشعرية أشد واقعية، إذ لم نره متبرماً ساخطاً.. خيالياً فجاً إنما جاء متوازناً يستوضح من الحياة لبها لا قشورها بل نراه ورغم الألم الإنساني العاصف وفياً للأمل.

تدور مفصلات الديوان على نهج القصيدة التفعيلية وإن قدم بعضها بشعرية الفصحى، ليأخذ الشاعر على نفسه تقديم الموقف الإنساني المعبر بأي صورة وعلى أي شاكلة، فقصيدته (أنا والحمامة) فهي رغم صياغتها المألوفة بين إنسان وطائر إلا أنها تنحو بشكل رامز منحى البعد الممكن بين الرجل والمرأة، فحينما يتقمص الرجل دور السجان والمرأة دور الحمامة، وحينما نرى (الأنثى) بأن الرجل هو معذبها الأوحد ليس على (الرجل) إلا أن يصارح العالم بأن (المحب) هو الذي لا يستطيع أن يوازن الأمور إنما يكشف (الحب) عن نوايا هذا الرجل الذي يكاد يفرض واقع الامتلاك وهو أمر شائع في الحب عند الكثيرين ممن عايشوا هذه التجارب أو كتبوا عنها.. أو تناولها شعراً خالصاً.

فالشاعر يريد للحب أن يسود، لكنه يرى أن المحب يقدم عادة العديد من الصور المتناقضة، لأن الطباع البشرية لا يمكن لها أن تتطابق حتى وإن حاول (الحب الصادق) جمع هذه المتناقضات فمآله عادة الفشل الممكن، ليبقى (المزاج) الصعب والعاطفة المترنحة هي الفيصل الحقيقي في علاقات العشاق بين بعضهم البعض على نحو شعرية زيد بن سبهان.

***

إشارة:

* ابتسامة كادت أن تموت (ديوان)

* زيد بن سبهان الشمري

* الرياض (ط1) 1428هـ

* يقع الديوان في (92 صفحة) من القطع الصغير.

***

لإبداء الرأي حول هذه المطالعة، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5217» ثم أرسلها إلى الكود 82244

hrbda2000@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة