بإحباط تحدثت الدكتورة أميرة الزهراني عن واقعنا الثقافي وعن الأندية الأدبية وعن الأنشطة التي يغلفها السكون في ظل غياب الجماهير عن الفعاليات، وهي ترى أن أمسيات الأندية الأدبية تمارس الاستنساخ لاهتمامات المثقفين من خلال الإصرار الغريب على طرح موضوعات بحثت كثيراً ونوقشت كثيراً وطرحت كثيراً، فالقضايا هي هي والموضوعات لا تتغير بل وحتى الأسماء تتكرر معنا في كل محفل ثقافي وتتساءل الدكتورة أميرة عن الجدوى من كل هذا وكأننا نقوم بإعادة عرض شريط قديم للمرة الألف. كما عبرت عن استيائها من سيطرة النخبوية على أنشطة الأندية الأدبية موضحة أن طرح قضايا تهم الجمهور هو السبيل لحضورهم وهذا الطرح سيقي الأندية حرج الاعتذار عن غياب الجماهير واختلاق الأسباب لتبرير ذاك الغياب فما قيمة ذلك الطرح إن لم يحضر أحد للتلقي والتفاعل الحر معه.
وهي تطالب بتوظيف التكنولوجيا والمؤثرات السمعية والبصرية لتساهم في جذب الحضور وعدم انشغالهم بأحاديث جانبية أو مكالمات هاتفية، واستشهدت ببعض الأمسيات التي فعلت فيها التكنولوجيا وكيف كان لها أثر جميل في استقطاب انتباه الحضور وتركيزهم.
وفيما أسمته (بعث الموتى) تعجب من الإصرار على استدعاء الأسماء نفسها في كل محفل ثقافي من خلال طرح اسم شاعر أو أديب لدراسة إنتاجه الذي أنهك بحثاً أو من خلال طرح موضوعات قتلت بكثرة تكرارها وتكون النتيجة دائماً غياب الجماهير عن الحضور لتأتي شكاية النادي من ذلك الغياب.
أخيراً تلح الدكتورة أميرة على أنه من المهم استيعاب اهتمامات الناس كما هي لا كما نريد أن تكون ومن المهم أن نفطن إلى تغير تلك الاهتمامات وإلى أن أوقات الناس ثمينة لا يليق تبديدها في حضور أمسيات تعيدهم سنوات إلى الوراء.
