Culture Magazine Monday  12/11/2007 G Issue 222
أقواس
الأثنين 2 ,ذو القعدة 1428   العدد  222
 

عبدالله الناصر زرع العطاء فحصد الوفاء
حمد بن عبدالله القاضي

 

 

- إلى الصديق الأثير أ - عبدالله بن محمد الناصر وهو يودع موقعه ملحقاً ثقافياً سعودياً في بريطانيا بعد أكثر من عشرين عاماً منح فيها رحيق عمره، وذوب إنسانيته متحملاً حريق الاغتراب من أجل وطن أجمل وشباب متعلم أبهى.

***

** الوفاء مفردة تأتي في سنام القيم، ومعنى بهي يأتي في مقدمة الشيم!

وحسبنا أن الله سبحانه امتدح بشيمة الوفاء أبا الأنبياء إبراهيم بقوله: (وإبراهيم الذي وفى) وموروثنا العربي حافل وحفي بمواقف الوفاء.. سواء جاء على شكل الارتباط بالأرض، أو الحب للإنسان ولقد بلغ الوفاء بذلك الشاعر العربي أن قال:

(إذا ما أتته الريح من نحو أهله

تنشق يستشفي برائحة الأهل)

***

** أ - عبدالله بن محمد الناصر الذي أكتب عنه هذه السطور من أولئك الذين يستحقون الوفاء والاحتفاء فهو ذاته عنوان للوفاء.

إنه من أولئك الذين عندما يغادرون مكانهم تبقى مكانتهم.. وهو من أولئك الذين عندما يتوارون عن ذروة العمل يظلون ساكنين في ذروة الذاكرة.. وما أصدق الشاعر السعودي عمران بن محمد العمران الذي قال في بيت جميل:

(وليس سوى الذكر الجميل مخلدا

وليس سوى الذكرى تظل وتخصب)

***

** لن أتحدث عن الأستاذ عبدالله الناصر إدارياً ناجحاً أو أديباً مبدعاً.. لكنني سوف أتحدث عنه بوصفه (إنساناً) ذا شمائل مضيئة عرفتها ووجدتها فيه منذ زاملته على مقاعد الدراسة حتى هذا اليوم، إنه إنسان يفيض قلبه بالعطاء والبذل والنبل، بل هو من أولئك الذين يضحون بأغلى الأشياء من أجل سعادة وراحة الآخرين.. رجل تسكن (الشهامة) وجدانه، و(المروءة) جوانحه تماماً مثلما يسكنه الحنين إلى نخيل أرضه وجبال وطنه.

***

ما أكثر الذين وقف معم وساندهم في حالات احتياجاتهم الإنسانية، إنه يوظف كل علاقاته من أجل خدمة من يلجأ إليه بعد ربه! أستطيع أن أقول بثقة: إن أول مفاتيح شخصيته هو (المروءة) بكل تجلياتها البهية وجوانبها الباهرة، كم من مرة رأيته يهاتف ذلك المسؤول، أو يزور مسؤولاً آخر من أجل حالة إنسانية وصلت إليه، إنه لا يرتاح له بال حتى يقضي حاجة من أتى إليه مستشفياً أو مستشفعاً ورغم أن ذلك يشق عليه؛ لكنه يجد راحة بل يعشق ذلك و(لولا المشقة ساد الناس كلهم).

** إن أ - عبدالله الناصر له من اسمه نصيب، فهو دوماً ينتصر للخير والحب والعطاء والمروءة.

أما ثاني مفاتيح شخصية هذا الإنسان فهو (أصالته) النادرة حقاً..

أ - عبدالله عاش مغترباً أكثر من (ربع قرن) ولكنه ظل أصيلاً، لم تغير الغربة من شيمه وأصالته وبساطته شيئاً ولم يبدل تبديلاً!

أ - الناصر عندما تراه في (بيكاديلي لندن) فهو تماماً ذلك الإنسان الذي تلقاه في (نخيل الدرعية) أصالة واعتزاز بدينه ووطنه وقيمه ولغته.. إنه تختلط عليه الأوراق أو يصاب بعمى الألوان أو تنل منه ما يطلق عليها (الصدمة الحضارية) التي تجعله يتقاطع مع أخلاقيات أرضه وأهله، بل إنه لفرط أصالته يكاد أن ينقل بل نقل معه الكثير من مفردات صحرائه بكل كرمها وبذلها وشموخها إلى حيث يكون في بلاد الغرب سخاءً باليد وترنماً بالسامري واعتزازاً بالأرض.

***

= أما ثالث مفاتيح شخصيته كإنسان فهو (الوفاء) هذا الخطاب الصحراوي الندي.. إنه وفي لدينه شموخاً وسماحة، ووفي لوطنه دفاعاً عنه بلسانه ويراعه وحواره، وهو (وفي) لوالديه رحمهما الله ثم لأهله وعشيرته الأقربين والأبعدين، وهو وفي لأصدقائه فرغم غربته ومشاغله تجده متفقداً لأصحابه، متواصلاً مع أحبابه، إنه في الوقت الذي يتبدل فيه كثير من الأشخاص والأشياء يظل الوفاء لديه كما قال أحد الأدباء - أجمل ثوابت العمر.

***

وبعد: هل أستمر في الحديث عن (عبدالله الناصر الإنسان)؟ أحسب بل أجزم أنني لن أصل إلى نقطة النهاية لكن حسبي وحسبه وحسبكم أن (بعض الربيع ببعض الورد يختصر) كما قال الشاعر عمر أبو ريشة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 5009 ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة