Culture Magazine Monday  12/11/2007 G Issue 222
فضاءات
الأثنين 2 ,ذو القعدة 1428   العدد  222
 
حقائب سفر خالية من الحنين!!
سارة الزنيدي

 

 

أشتاق لأخي وأرسم ملامحه على جدران غرفتي، لربما لم يبتعد كثيراً لكنه غادر بعيداً، حيث أسقط في القلب حفرة عميقة تزحف الملامح جميعها نحو تلك الهاوية!! باحثةً عن انتماء جديد ترمي عليه عتاب المحب على محبه شوارع حارتنا، طريق العودة لبيتنا نافذة غرفته تبكيه كما نحن, تشتاق له تلك الوسائد حتى الستائر لم تعد تتراقص على الريح كما كانت تفعل معه، اسمع أغنية فيروز

(يا أنا يا أنا أنا وياك صرنا القصص الغريبة يا أنا يا أنا أنا وياك وانسرقت مكاتيبي وعرفوا أنك حبيبي يا أنا يا أنا هرب الصيف هربت عناقيد الزينة وإذا ضيعني الهوى شي صيف بقلبك بتلاقيني وخبيني ولا تخبيني)،

لم أعد أرغب بسماع هذه الأغنية كما كنت أفعل من قبل، ربما لأنها تذكرني بك، ربما لأنك لم تعد تستمع لها معي، وألف ربما تجول في خاطري؟!!

رحلت يا شقيقي الصغير كيّ أصبح مسكونة بالغربة بعدك، يجري الحنينُ بأوردتي حزناً، قلت لي بإنك سوف تنزع عنيّ رداء الحزن بهمسة، أتراك نسيت ونزعت الرداء عن الحزن..

ف تعرى الألم..!

(أخيّ) دائماً (نحن) فقط..!

ودائماً (هم) و(النسيان) و(قلوبنا) و(الزمن).!

هل ستصبح معهم؟! أيها المسافر,, أتذكر حينما قلت لي: معدم هو الغريب لا يملك إلا كتاباً قد لا يوافق اقتناعاته وقلماً ثرثاراً ودفتراً كتوماً... والوطن في القلب يرتحل مع صاحبه حتى لو رفضه!

أماكن الوقوف تعيد الحياة للذاكرة.. وإياك أن تسأل الرحال (لما يكره سُلطة الذاكرة)!

لا تقسُ عليه بنعته (بالهارب) فلو سكن لبكت عليه المسافات... ولطغى الفراغ على المكان!

مثل الأبطال الخرافيين هم.. وأبطال الأساطير الكل يعلم أنهم (وهميون) إلا هم!

لذلك تجده كثيراً يخدع نفسه بقتل الإحساس، أنا أعلم أنّ ذاك الرجل يصرخ ملء الأرض آه..

وإن أجابه الزمان سيجيب ب آه..

وهل في الزمان صدى؟ وهل الإنسان إلا صدى في زمانه!

هذه علامة تعجب يصنعها تعيس ويرميها في وجه الحياة!

تعجز الحياة عن التبرير فتقسم أن تذيق المتحدي صنوف الألم! غريب هو الغريب!

لا يحب أناساً يعرفهم وهم يرسمون له الصور في كل شيء، توجد نهاية ما عدا حياة المرتحل (نقاط) يذروها الهواء وترتفع.. لتسقط زخات مطر.. إن صادفتَ يوماً قطرات زرقاء فابتسم لعلها كانت حنيناً لمغترب خبأها خوفاً.. أو دمعاً!!

وتعود فيروز لتغني :

(لياليك بعينيي شبابيك مضويي سفرني حبيبي سفرني بلياليك وأنا قول لا تنسى على طول لا تنسى وعيونك تاخدني وتوعدني بلياليك تركوا تركوا سهر البال والعاشق لم جناحو تركوا أساميهن عالباب على كتب الدمع وراحوا نسيونا و أرتاحوا).

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة