Culture Magazine Monday  13/08/2007 G Issue 211
تشكيل
الأثنين 30 ,رجب 1428   العدد  211
 

من أجل مساهماتها الوطنية:
على فناني الدوادمي لمّ شمل جماعتهم التشكيلية وإعادة دورها الريادي

 

 

في حقيبتنا اليوم مراجعة لواقع مجموعة أو جماعة الدوادمي التي لم نعد نسمع عن نشاطها المعهود إلا القليل هنا وهناك تكشف ما يمكن أن يعتبر تفككاً أو أن تنذر بوجود خلافات بين أعضائها، واليوم ونحن نستعرض بعض الملامح عن هذه المجموعة المهمة في ساحتنا التشكيلية التي تعتبر من الجماعات الرائدة من خلال وجودها المبكر على الساحة عوداً إلى قناعة أعضائها بما تحقق لهم من نجاح وتميز في مختلف المعارض التي كانت تقيمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهو دفع الرئاسة عام 1413ه لأن تقيم أول معرض جماعي للفنانين على مستوى المملكة في الدوادمي، ولأول مرة خارج الرياض، ومع ما قد يحمله هذا من ظنون حول هذه المراجعة إلا أننا واثقون بالهدف الاسمى، وهو محاولة البحث عن سبل إعادة هذه المجموعة أو الجماعة إلى ما عرف عنها من نشاط مشرف لأعضائها ولمحافظتهم وللمملكة بشكل عام، إضافة إلى أننا هنا نواصل سعينا لدعم مختلف الجماعات، ومنها جماعة الدوادمي التي تابعت الصفحة التشكيلية بـ (الجزيرة) كل خطوة من خطواتها؛ ولهذا عز علينا أن نرى هذا التراجع.

بدايات وتميز

لا يمكن أن يغفل أي منصف في الساحة التشكيلية ما حققته مجموعة الدوادمي من تميز وحضور فاعل، ولم يكن ذلك ليتحقق دون وجود التكاتف والتآلف الذي كانت المجموعة محسودة عليه، ولم يكن أيضاً ذلك النجاح آتياً مصادفة أو سبقه دعم أو هُيئت له الظروف بقدر ما تشكلت المجموعة من إحساس بالمسؤولية تجاه إبداع وصولاً به إلى أعين المتلقي في مختلف مناطق المملكة بل حققوا به تميزاً على المستوى الدولي من خلال مشاركات أعضاء المجموعة في المعارض الجماعية التي تقيمها الجهات الرسمية، إضافة إلى تميز المجموعة بتنوع الأساليب والخامات من تصوير زيتي ورسم ونحت؛ إذ كان للنحت فيها وفي الساحة دور مشهود إلى الآن، مع ما تبع ذلك من جهود ذاتية للمجموعة أو ما حظيت به من دعم رجال الأعمال من أبناء المحافظة برزت في إقامتها المعارض الجماعية للمجموعة في أكثر من محطة ومنطقة لاقت الاستحسان وافتتحت على أعلى مستوى أثبتت فيها الجماعة ريادتها خصوصاً في منطقة الرياض وما جاورها من المناطق التي لم تتشكل بها أي مجموعات حتى الآن على الرغم من وجود العديد من الفنانين؛ فكانت مجموعة الدوادمي دافعاً لفنانين آخرين لتشكيل مجموعات مماثلة منها مجموعة الرياض ومجموعة ألوان بالرياض ومجموعة عنيزة بالقصيم ومجموعة الأصدقاء بمحافظة المجمعة، هذه الخطوات والمواقف الوطنية من المجموعة أجزم بأنها تستحق الاهتمام من قبل أعضاء الجماعة، ومنا جميعاً، وإذا بدأنا بأعضاء المجموعة فهم من بأيديهم بناء جماعتهم أو هدمها، وما يمكن القيام به في قادم الأيام معقود عليهم؛ فقد شاهدنا في المعارض السابقة عدداً لا بأس به من الفنانين إلا أن المعارض الأخيرة بدأت تتقلص في الوقت الذي كنا، وكان الكثير يعتقد أن اسم الجماعة يحمل أعضاءها المؤسسين مسؤولية ضم كل من يرون فيه القدرة على العطاء من أبناء وبنات المحافظة.

الجماعة تمثل جمعية التشكيليين

ومع أننا نعلم الكثير من الظروف أو القضايا الخاصة في المجموعة من مصادر متعددة تجعلنا لا نضعها حقائق إلا حينما يكشفها مصدر موثوق، فإننا وعبر المجلة الثقافية بالجزيرة وصفحتها التشكيلية نأمل في أن تعود المجموعة كما بدأت لتحقيق الهدف الكبير الذي تشكلت من أجله في أول يوم انطلقت فيه، وهي دعوة معلنة تحمل الثقة في أن أبناء الدوادمي المبدعين الذين رفعوا اسم المحافظة من خلال الثقافة والإبداع قادرون على صياغة وإعادة ترتيب جماعتهم لتكون في المستقبل فرعا للجمعية السعودية للفنون التشكيلية، فالمجموعة وما تضمه المحافظة من فنانين مؤهلة لهذه المهمة.

عوداً على بدء

أعود قليلا للتذكير بالمجموعة من خلال لقاء أجريناه يوم الاثنين 9 من جمادى الآخرة 1425عام هـ مع الأستاذ خالد الحميضي رئيس المجموعة والداعم لها منذ تأسيسها ونائب رئيس نادي الدرع سابقا تحدث فيه عن بدايات الفن التشكيلي بالدوادمي قائلاً: كانت انطلاقة الفن التشكيلي في الدوادمي منذ الثمانينيات الهجرية إلا أنها لم تتعدَ حدود المدارس الابتدائية والمتوسطة وذلك لوجود بعض معلمي التربية الفنية البارزين آنذاك ومنهم الوهيبي وصالح الراشد ومحمد بن جالي والفنان إبراهيم الصقيران، وكان الفن التشكيلي في ذلك الوقت يقتصر على بعض اللوحات الجدارية في المدارس وفي المعارض المدرسية لم يدم احتكارها طويلا إذ تأسس مرسم خاص للفنون التشكيلية بنادي الدرع، وذلك عام 1402هـ وتم دعمه من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب باعتباره أحد فروع الأنشطة الثقافية بالنادي.

وعن جماعة فناني الدوادمي التي يتولى رئاستها ويعتبر أحد المؤسسين لها قال: لقد كانت الفترة ما بين العامين 1404 وعام 1414هـ فترة مشرفة وممتازة لمرسم نادي الدرع وفنانيه فقد تشرف العديد من الفنانين بتمثيل الوطن والمشاركة في المعارض الدولية مما دفع الفنانين نتيجة لتلك القفزات الفنية وتحقيق المكانة التشكيلية محلياً وعربياً لتكون سبباً مباشراً لتأسيس جماعة فناني الدوادمي عام 1414هـ، وتم إسناد الإشراف على المرسم إلى الأستاذ محمد حجازي من مصر الشقيقة، كما تولى محدثكم مهمة الإشراف على النشاط الثقافي بالنادي ورئاسة جماعة الدوادمي التي انطلقت بعد ذلك في بداية شهر شوال 1415 هـ بعد عقد اجتماع حضره معظم فناني المرسم في تلك الفترة ومنهم إبراهيم النغيثر وعلي الطخيس وسعود العثمان ومحمد العبد الكريم ومحمد أبو زيد وأحمد الدحيم وبالدود البالود ومتعب عبد الرحمن وثمير العتيبي، وتم الاتفاق على تأسيس الجماعة وقد بدأت الجامعة بمعرضها الأول في 1415 الذي أقيم على صالة قصر الثقافة بحي السفارات بالرياض وافتتحه سعادة الدكتور عبد الله القويز، كما أقامت الجماعة معرضها الثاني بأبها برعاية صاحب السمو 1416 وأقيم معرضها الثالث بمدينة جدة نهاية عام 1416، كما أقامت معرضها الرابع في الرياض صالة التعمير عام 1418هـ الخامس في صالة نادي الدرع بالدوادمي عام 1422هـ السادس أقيم في صالة مركز الملك فهد الثقافي 1423هـ.

الجدير بالذكر أنه في عام 1422 تم انضمام كل من الفنانين سعود الدريبي والفنان غازي الجعيد والفنان منصور المطيري وفي عام 1423هـ عاد مجدداً الفنان عبد العزيز الرويضان بعد انقطاعه لظروف خاصة.

وعن الأنشطة الأخرى للجماعة قال الأستاذ الحميضي: في ما بين الأعوام 1415هـ إلى 1423هـ أقيم العديد من المعارض داخل مظلة الجماعة منها الفردي والثنائي وعن كيفية دعم المجموعة يقول الأستاذ خالد الحميضي: إن جميع المعارض الجماعية التي تنظمها المجموعة تدعم من مؤسسات أو رجال أعمال، وذلك بتبادل المصالح بين الطرفين ومنها إدراج دعاية الداعم في الكتيب عبر الصور والتعريف بالمؤسسة، إضافة إلى تعاون أعضاء المجموعة في دعم المعارض الجماعية ولا ننسى الدور البارز لمطابع دار الهلال ممثلة في الأستاذ عبد الله العمير ومطابع التقنية ممثلة في الأستاذ صخر القويز والدور المماثل من رؤساء نادي الدرع السابقين وهم الأستاذ صالح السلوم والأستاذ عبد الله الضويان.

ولكون اسم الدوادمي مقترنا بالمجموعة وما يعنيه من وقع جميل وتأكيد على حب المجموعة لمحافظتهم وهذا أمر لا نختلف عليه، لكن السؤال حول قبول أسماء أخرى بمعنى هل تقبل المجموعة أسماء من غير المحافظة؟ يقول الحميضي: إن باب المجموعة مفتوح لكل موهوب وفنان وترحب بمن يريد الانضمام إليها، كما أنه لا مانع من أن تقبل أسماء من مدن أخرى وخير مثال انضمام الفنان غازي الجعيد وهو من محافظة الطائف.

****

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة