Culture Magazine Monday  13/08/2007 G Issue 211
تشكيل
الأثنين 30 ,رجب 1428   العدد  211
 
صدى لون
المشكلة أزلية يا دكتور!!
محمد الخربوش

 

 

في محاضرته التي ألقاها على مسرح فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الطائف خرج الدكتور محمد الرصيص ليقول لمتابعي محاضرته التي علمت فيما بعد أنهم ربما لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وهذه إشكالية بل ربما تكون أكبر المعضلات التي تواجه أو تقلل من حماس منظمي الفعاليات التشكيلية بما في ذلك المعارض والمناشط المنبرية.. أعود لمحاضرة الدكتور الرصيص لأقول: إنه خرج لمتابعيه ليقول: إن النقد التشكيلي غائب تماماً، وإن الساحة التشكيلية المحلية لا تزال تفتقد للناقد التشكيلي المتخصص، وإن ما يحدث في الساحة حالياً ما هو إلا اجتهادات تطرح هنا وهناك تحت اسم النقد أو ما في معنى كلام الدكتور.. والحقيقة أن ما قاله الدكتور سبق وأن تطرق له عدد من المعنيين بالفن التشكيلي، والعبد الفقير أحدهم عندما قلت في مقالة سابقة قبل أكثر من سبع سنوات مضت وفي هذه الزاوية تحت عنوان: (في غياب النقد كل يغني على ليلاه) التي أوضحت من خلالها أن الساحة التشكيلية بالفعل تعاني من هذا الغياب، وأنه في ظل غياب النقد يظل الإبداع أياً كان معطلاً، بل قل إنه يفتقد الركن المهم من أركان استمرارية العملة الإبداعية.. ومن هنا فإن ما قاله الدكتور الرصيص هو بالفعل مطلب غائب؛ لأنه ليس من المعقول أن يتنامى عطاء أو جهد إنساني أو يتواصل دون تقييم، وعليه أيضاً فإنه لكي تتواصل مسيرة المشهد التشكيلي إبداعاً ونضجاً وخبرةً، فلا بد من وجود نقاد ومختصين ليقوموا من خلال تخصصهم في هذا الجانب، ومن خلال ما يملكون من أدوات ومعطيات فنية وتقنية وسيكولوجية تفرز ما يقدم من أعمال وإلقاء الضوء على جزئيات العمل الفني وتشريحه سلباً أو إيجاباً حتى يكون صاحب المنجز على دراية تامة وعلم بالأثر الذي يتركه منجزه، ومدى ما وصل إليه عطاؤه، وليدرك أيضاً مناحي القوة والقصور في أدائه.. وما أقصده ويقصده أيضاً أستاذي الدكتور الرصيص هو النقد الهادف البناء الموجه للمنجز نفسه لا للشخص المنتج، النقد المطلوب هو النقد الذي لا تحكمه الأهواء ولا تسيره العواطف الشخصية والمصالح كما يحدث غالباً - وبكل أسف - في الساحة التشكيلية حالياً؛ ما جعل الفنان الحقيقي عرضة للتغييب، وبما أوجد أيضاً أسماء خدمتها أطراف عدة للنهوض واللمعان، وبالتأكيد الإبداع الحقيقي والجدارة ليست أحدها، عموماً الساحة مليئة بالمتناقضات لكننا دائماً متفائلون بالقادم بإذن الله.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7322» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة