Al Jazirah NewsPaper Monday  15/01/2007 G Issue 182
الملف
الأثنين 26 ,ذو الحجة 1427   العدد  182
 

أبو صالح
إبراهيم عبدالرحمن التركي

 

 

** كان لقاءً بلا ملامح.. فقد شهد (عودة الغائب) من (اسكتلندا) قبل (بضع وثلاثين سنة) حين استقبل الفتى ضيفَ أبيه عند (باب الرجال) ولم يكن يعرفُ عنه أكثر من أنه قد وصل لتوه من بلاد الغربة بعد أن أنهى دراسته العليا، وأنه شقيق (الشيخ)، الذي لا يحتاج إلى إضافة؛ فأل العهدية كافية للإشارة إلى أحد أبرز علماء العصر الشرعيين الشيخ محمد العثيمين- رحمه الله -.

** في الجامعة كنا نرددُ أبياتاً من أبياته:

حينما كنتُ صغيراً

كنتُ أصغي للأساطير فأطرب

لم أكن وحدي الذي يصغي فيطرب

كل طفل في بلادي

كان مثلي..

يسمع الجدة تجترُّ أساطير عجيبة

فيصدق...

** استهوت القصيدة الحسُ المتمدد في دواخل شاب وعى النكبة الثانية (1967م)، وألِمَ للوهم الكبير (1973م)، ولم يدرِ لماذا ربط بين أساطير الجدات الماتعة، وأكاذيب السياسة (الباكية)، لكنه قرأ الرفض وشاءه مستعيداً ما قاله نزار:

إنني رافض زماني وعصري ومن الرفض تولد الأشياءُ

** مرَّ الزمن، ودنت المسافة نحو الشاعر والمؤرخ والأكاديمي الكبير، ورأى فيه العمق مع الوضوح، والتواضع مع الشموخ، والانتماء المؤصل لأمته، والإبداع في شعره ونثره، ومقدرته العجيبة على احتواء كل الأطياف والألوان والأعمار دون أن يتحرك من مقعده.. وظل (أبو صالح) مثلما كان فلم يغيّره لقب أو منصب أو أضواء..

** لشاعرنا ومؤرخنا وأستاذنا الدكتور عبدالله الصالح العثيمين أكثر من حق في أكبر من ملف، ولدينا - الآن - كتابٌ كبير عن شعره أعدّه أحد أعلام العربية المعاصرين الأستاذ الدكتور أحمد مطلوب عضو المجمع العلمي العراقي لا يزال مخطوطاً، كما كتبت عنه دراسات لا تزال متفرقة، ولعل أحد الأندية أو المراكز الثقافية يتولى إصدارها؛ فأبو صالح شاعر جدير، وهو كذلك مؤرخٌ موضوعي ممنهج لم يدخل بكتبه وأبحاثه في دوائر المزايدات والمجاملات، وهو عالم وعامل .

* العلم عطاء..!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة