هكذا الشاعر العثيمين في عالمه، يأخذك صاغراً إليه، وأنت لا تزال قائماً بإرادتك فيه، إذ هو يتحدث عن قضيتك، ويلامس جراحك، ويستنهض عزيمتك من براثن اليأس، فتعود مسحوراً بذلك التوقد وبتلك الروح الصافية المحلقة، فهو شاعر مطبوع، أنيق العبارة، سلسل الإيقاع وقصدته الدافئة فيها من عبق التراث بقدر ما تختلج بحركة الحاضر، الذي انخرط فيه شاعراً ملتزماً، مرهف الانتماء، متوهج الفكر الإنساني.