Al Jazirah NewsPaper Monday  15/01/2007 G Issue 182
الملف
الأثنين 26 ,ذو الحجة 1427   العدد  182
 
(العثيمين) في عيون مُحبِّيه
حسين عاتق الغريبي *

 

 

قد يحدث أن تعجب بشخصية (أدبية) أو فنية، من خلال قراءتك، أو مشاهدتك لما تبدعه من أعمال، وتتمنى ملاقاة هذا (النجم) حتى إذا ما بدا، وتعرفت عليه، تمنيت أُفُوله.. مردداً المثل العربي: (سماعك بالمعيدي خير من أن تراه)!!

لكن ما حدث في أمسية تكريم (اثنينة) الأستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة للأستاذ الدكتور عبدالله صالح العثيمين، يختلف تماماً.. وهاكم الدليل:

- حين وصول الضيف (العثيمين) مطار (عروس البحر الأحمر) بصحبة رفيقه الأديب اللواء عبدالقادر عبدالحي كمال شرفت باستقبالهما، وفي الدقائق التي أتيحت لي للترحيب بهما نيابة عن المضيف الأستاذ عبدالمقصود خوجة الذي كان حريصا على أداء هذا الواجب لولا ظرفه الصحي الطارئ في ذلك الوقت..

- في تلك اللحظة بدت تباشير (اليقين) تهلُّ بالجوانب (المضيئة) في شخصية الأستاذ الدكتور عبدالله صالح العثيمين، الذي سبقت شهرته الواسعة هذه الإطلالة التي سررت بأحداثها مساء ذلك اليوم الاثنين 12-1-1426هـ الموافق 21-2-2005م.

- إشراقة (التواضع) في ملامح هذه الشخصية (المثقفة) حقا، زفّت إلى قلبي إحساس (التقدير) لصاحبها، والسعادة بهذا اللقاء (المباشر).. وهل أجمل من (التواضع) حلّة يرتديها المرء مهما بلغ علمه ومقامه؟!

- وجاء المساء ليمتع الحضور بنجمه الزاهي.. تحدث (المضيف) وأبدع في عرض المحطات المهمة في مسيرة (الضيف).. وتداولت كوكبة من فرسان (الكلمة) الحديث عن سيرة (العثيمين) الإنسان، العالم، والمؤرخ، والشاعر، والأكاديمي، والإداري، والباحث، والمفكر...

- ولعلي أفيد القارئ وأمتعه بالومضات التالية التي أنقلها من ذلك الحفل الجميل:

- لم يُخف معالي الدكتور محمد عبده يماني سعادته بوجود الضيف (المكرم) بيننا، قال - موجها الخطاب إليه -: في الوقت الذي نرحب بك الليلة نخبرك بأننا نعتز بك دائما كباحث ومفكر وداعية، على نضج، يؤمن بمبدأ (الوسطية) ويؤمن بمنهج الآية الكريمة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ..}.

- هذه رؤية منصفة من عالم مفكر إزاء فكر ينبذ التعصب والغلو.

- ثم تحدث معالي الدكتور رضا محمد سعيد عبيد، ووصف (العثيمين) بالإنسان الصادق الوفي المخلص لدينه وأمته ووطنه وحكومته ومحبيه وأصدقائه، العصامي المجاهد الذي عمل بجد واجتهاد وحتى بنى نفسه بجهده وعرقه وعمله الدؤوب.

-لم يقل الدكتور رضا ذلك جزافاً، وإنما هي شهادة من واقع (العمل عن قرب) مع الدكتور عبدالله العثيمين زميلاً بجامعة الملك سعود، وفي جائزة الملك فيصل العالمية.

- كما تحدث الناقد الدكتور حسن بن فهد الهويمل عن شاعرية (العثيمين) وقال إنه (شاعر قريب من أمته، يحمل همها، ويعاني من انكساراتها، ويسجل أحداثها، فكان (الراصد والمتابع) وشعره بمثابة (وثيقة تاريخية للأحداث).

- ويكشف الأديب الأستاذ حمد عبدالله القاضي عن (خلَّة) أعجبتني في الضيف عندما قال عنه: (إن مفتاح شخصيته هو البساطة والتواضع، دائما أفكر في مثل هذه الخصلة وهذه الشيمة في أمثال هؤلاء الرجال الناجحين البارزين، وأقول إنهم عرفوا حقيقة الحياة فكانت فلسفتهم فيها أن ينظروا إليها أنها أقل من أن يكونوا متكبرين أو متغطرسين فيها...) صحّ لسانك أبا بدر.

- لن أستمر في عرض المزيد من الومضات لكي لا يتحول (المقال) إلى (تغطية صحفية) وما هذا أردته، وإنما رغبت في إلقاء ضوء ولو بسيط عل شخصية هذا المثقف الحبيب إلى النفوس.

- وفي جو الحوار بين الضيف والحاضرين الذي سادته الأسئلة المتنوعة، كان الطلب يلح على سماع شيء من شعره، ورحب الشاعر بذلك ملتزماً بالمثل الشعبي القائل (الضيف في حكم المضيف) ويقال أيضا: (الضيف في تدبير المعزِّب).

- ومع نسيم البحر الآتي من الشاطئ القريب غرد شاعرنا (العثيمين) ب(أنشودة المجد) ثم (ولا الشوق خف) أنقل من الأولى هذه الأبيات المختارة، وقد نظم القصيدة بمناسبة مرور أربعين عاماً على استقلال الجزائر:

أنشودة المجد يا ثغراً تعشقه

مني الجنان بديع السحر مبتسما

أتيت أحمل صفو الحب من وطن

يضم طيبة في برديه والحرما

آي الهدايا في ربعيهما نزلت

نوراً به ماد ركن الجهل وانهدما

وبين أحضانه نجدٌ نسيم صبا

معطراً بعرار في التلال نما

وجئت نهر وداد جاد منبعه

غيث من الأمنيات الممرحات همى

وفي الثانية التي احتفى بها عشاق الغزل، أنشد قصيدة من وحي ذكريات أدنبرة جاء فيها:

لا الشوق خف ولا القلب الجريح سلا

عمن تجسد فيها الفن واكتملا

تلك التي سحرها الفنان أدهشه

وبث في قدميه العجز والشللا

هيفاء تقتل إمّاست وإن لعبت

رياضة جعلت من حولها ثملا

ألهت متيم بحث عن دراسته

وبدَّلت رغبة في نفسه مللا

- ومضمون القصيدة يعكس ما كان يحدث من بعض الطلاب في الغربة.. وقد أنشدها بحياء المازحين.

- حيا الله أستاذنا الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين.. فقد أبهجني (قادماً) وأطربني (مودعاً).. وتحية للجزيرة الثقافية التي تحرص دوماً على تكريم الأدباء والمثقفين، والاحتفاء بإبداعاتهم.

* سكرتير اثنينية خوجة وكاتب


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة