Al Jazirah NewsPaper Monday  15/01/2007 G Issue 182
نصوص
الأثنين 26 ,ذو الحجة 1427   العدد  182
 
نسيان
منيرة الأزيمع - الظهران

 

 

عندما استيقظت هذا الصباح، وجدت البيت مملوءاً بطيور كثيرة، تطير من غرفة إلى غرفة، ومن ركن إلى ركن، بلا توقف، وبدون أن تصطدم بأشيائه وبجدرانه القريبة، وكأنها لدهر كانت هنا..

لا أدري كيف نمت ليلة البارحة، ونسيت قميصي مفتوحاً

انتظار

لا تستطيع بقاء الليل كله بجانب النافذة، واقفة تنتظر عودته المتأخرة. فتذهب وتجيء خلال الغرفة، وعند قدومه، تدخل فراشها بخفة، وتتظاهر بالنوم..

وحده

في نهاية الأسبوع.. أحمل معي خبزاً سبق تجفيفه وأذهب للبحر...

لأنثر الخبز للنوارس.. وأرى كيف هو البحر، لكنني أصبحت وحيدة أجلس كشاهدة قبر وأنثر الخبز كرفاة في البحر، فلم تعد النوارس تأتي إلى هنا.. لقد أصبحت تذهب لمكب النفايات فالغذاء وفير هناك.

خطأ في الإرسال

في كل عام منذ عدة سنوات... تأتيني رسالة من رقم لا أعرفه

كل عام وأنت حبيبتي... أمسحها وأنا أرثي لحال هذا الذي أضاع رقم حبيبته.... لكن بدأت أعتقد أنني أصبحت انتظرها...

في المرآة

هذا الصباح، عندما استيقظت ورأسي يؤلمني من أحاديثك وثرثرتك ليلة البارحة، وتثقله أغنيتك المفضلة الجديدة، التي تسمعني إياها غالباً في نهاية حديثك... عَبرتُ الممرّ الصغير من غرفتي إلى الحمام ببطء التفت للمرآة في الجدار ورأيت وجهي.. في عَينيَّ.

هناك امرأة أخرى تنظر إليّ باستغراب!!

كلام آباء

- الكتب خربت مخك.

يرددها بأسى أحياناً وكأنه يحدث نفسه وكانت تلك عبارته المفضلة والحاسمة لإنهاء أي نقاش غير ناجح بيننا.

(يا للغرابة، كيف يفكر الآباء)

الآن أعتقد أنني قد فهمت ما كان يقصد.. فلا أدري أي سطر في أي كتاب أنا أو أي بطل في أي رواية. أعتقد أن روحي قد سكنت أجساداً كثيرة قبلي.. وأنني عشت أزمنة مختلفة... أشعر بالطفو لا تجذبني أرضاً ولا تحتويني سماء...

لوحة

كنت أستمع لأرائك الخلابة والمتطرفة في الفن والتجريد بعد نهاية المعرض... في الحديقة الخلفية لمنزلي... والأرجوحة تذهب بي وتجيء، وأصابع قدمي تجوس في الرمل، وترسم خطوطاً طويلة، جيئةً وذهاباً مع الأرجوحة... والرمل يتموج بألوانه وتدرجاته الجميلة منتثراً، بقرب العشب. كانت تلك لوحة تركيبية ما، سقطت من أحد جدران معرضك الكبير.

ضوء مدينة

أضواء أعمدة النور تلمع كدموع صامتة طويلة على وجه مياه المدينة وضوء القمر لا يفعل شيئاً سوى أنه يشارك المدينة حزنها... مدينتي... مدينة حزينة.. حتى حينما أقاموا بها ألاعيبهم النارية لم تستطع النفاق وادعاء الفرح... اجتاحني شوق عظيم لأسطنبول.. بشكل آخر الأضواء تلمع هناك وتتراقص فوق مياه البسفور كانت الأضواء قوية غامضة وخلابة... وكأنها عيون عثمانية لكائن خرافي مستعصٍ على الموت.. سرت بين المدينة والبحر وتحت القمر.. لوحدي لا نوارس أناجيها.. لا أدري أين تذهب النوارس في الليل... في كل مرة أجيء بها إلى هنا... أفكر بك، بأن أراك فأقنع نفسي بأن الأمر لا يستحق.. وأن الأيام الصعبة التي أدخرك لها لم تأتِ بعد.

تنوير

التراث والتنوير...

كانا اثنين فقط وضوضاءهما لم تكن لعشرة من (الهنود والسرلنكية)...

كانا يقولان إن التنوير لا بد أن يهدم التراث لكي يكون تنويراً وكان الآخر لا أدري أيهما يقول إن التنويريين هنا لا يأتون سوى بما يجدونه في زبائل الغرب... لا يفكرون من أرواحهم من تراثهم.. وهذا لا يمكن أن يسمى تنويراً.

قالا بعدما شعرا بالتعب وقد انتبها لوجودي... ما رأيك.. أنت؟

(رأيي؟) ومن يسأل عجلات القطار عن ذرات الغبار التي يثيرها دورانه.. في رحلته العظيمة.

الماس

يرسل الألماس لمعاناً خافتاً هادئاً.. عميقاً يشبه لمعان الدموع بالمقل... فقط أي عينٍ هي تلك التي تستطيع تمييزه من بين اللمعان الصاخب والكثيف للفالصو.

الجمال... عندما يجتمع

- كم هي جميلة!

لا ربما هي جاذبية طاغية.. لا يدري بالضبط ما هو...

لكنه متأكد من أنها تحمل من معاني الجمال ما يجعل الربع الخالي يزهر... ارستقراطية... ومثقفة... خجولة صامتة لا تتحدث غالباً. يتحدث عنها صمتها حتى انها (صديقة والدها) تماماً تطابق الصور المثل للمرأة في خياله.

ومع ذلك لم يستطع حبها كان جمالها يقلقه يفكر فقط كيف يسيطر عليه.... وربما أعتقد أن امرأة مثلها لديها كل شيء ما حاجتها للحب...

بداوة

أحب رائحة القهوة... وهي تحمل في الدلال النحاسية.. وأحب المباخر واحتراق العود بجمرها.

أحب كل هذا التوتر والركض خلف كمال الأشياء استعداداً لاستقبال الضيوف..أعتقد أنني مهما تفرنجت لن أتخلص أبدا من بداوتي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة