Culture Magazine Monday  17/09/2007 G Issue 216
المنتدى
الأثنين 5 ,رمضان 1428   العدد  216
 

ملتقى الباحة الثقافي هكذا كان!
أحمد حامد المساعد*

 

 

ليس أجمل لدى الإنسان من رؤية ناجحة وزملائه في الوفاء بالتزامهم، وأداء ما أتمنوا عليه، وتحقيق ما ركضوا من أجله بكل ما أوتوا، فقد شعرنا في نادي الباحة الأدبي بهذا الشعور ونحن نودع آخر ضيوف ملتقى الباحة الثقافي بعد ظهر يوم الأربعاء 23-8- 1428هـ، وبعد ما أمضينا أسابيع من العمل المتواصل الذي يمكن أن يتحمل أي شيء إلا الإخفاق، إذ وبعد أن انفض المولد -كما يقولون- خيل إلى منسوبي النادي ومحبيه والغيورين عليه أننا المقصودون بمقولة (في الصباح يحمد القوم السرى) ذلك أننا سهرنا الليالي من أجل هدف ثقافي ووطني نبيل متلذذين بنكران ذواتنا من أجله، ولم نسهرها في المقاهي على رقصات نانسي عجرم وتحت سحب أدخنة الجراك والمعسل، بل إني أزيد هنا أننا استمطرنا عبارات اللوم والاحتجاج من أمهات عيالنا، وقد قالت لي زوجي: (كان الله أغناك في كهولتك عن هذا النادي الذي أشغلك بعدما أراحك من عناء الوظيفة) لترد عليها إحدى بناتها طالبة عدم تثبيط العزم، وتشويه الطموح!

غير أن الذي أثلج الصدور حقاً، وخفف من متاعبنا وقلقنا، هو ما تلقيناه من عبارات الثناء من لدن ضيوف النادي المشاركين والحضور الذين هم من صفوة المثقفين في كياننا الكبير وما دام أن من هو في قامة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير منطقة الباحة والدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والأستاذ عبدالفتاح أبي مدين الأديب الكبير قد منحونا شهادة التفوق على الذات، فذلك ما يعتز به النادي ومنسوبوه، لأن هذه المشاعر المحايدة والمنصفة قد اكتسحت نقيضاتها التي تمثلت في غمز الحقد، ولمز الضغينة بعد ما أجاد بهما علينا بعض أهلنا الأدنين ممن لا نزال نتأمل في أن يجود المولى عليهم بسعة الأفق حتى تتضح لهم أخطاؤهم فيتجنبوها إلى سمو الرشد والتخلي عن الغواية وأعتقد أن حجم المقالات والرسائل المفكسة، ورسائل الجوال يمكن أن يكون كل ذلك سبباً يسلمنا بسهولة للغرور، لولا أننا نتعوذ منه، ولا نتعايش معه، ولا نرغب فيه.. بل لربما كان سبباً جوهرياً لإجبار أولئك المتحاملين على إعادة ترتيب أوراقهم، وتصحيح مفاهيمهم ما دام أنهم لم يستوعبوا صور النجاح المتلاحقة على مدى أربعة أيام هي عمر الملتقى.. إذ كان معظمهم يتابع فعالياته بانتظام!!

لكن الشعور بأبهى صور النجاح سيولد عندما نفلح في إخراج أطروحات ورؤى الملتقى بين دفتي سفر قيم -بإذن الله- بحيث يشكل مائدة فكرية دسمة لا ينكر فوائدها إلا ذوو الحظوظ الضئيلة من الوعي، ممن يعتنقون السخط على طريقة: (ولكن عين السخط تبدي المساويا) وما أروع شجاعتهم عندما يتقدمون لناديهم بالاعتراف بهفواتهم التي كانوا في غنى عنها!

إنني لا أجانب الحقيقة عندما أقول إنني أمام الثناء العريض من أصحاب الأريحيات الكريمة قد استغنيت عن جزء من علاج داء السكري المعشش في أوردتي، لشعوري بالسعادة الغامرة وغير المحدودة، إذ من عادي أن أتأكد من نسبته في الصباح والمساء، وهذا تحول بيولوجي - ولو إلى حين- لأن الليالي حبالى بالمنغصات التي جبل عليها أصحابها!

ولعل من الجدير بالذكر هنا هو ما أطالعه من حماس وطموح في وجوه رفاق الدرب الأوفياء للنادي الذي لا ناقة له ولا جمل في مسيرة النادي إلا بمقدار راتبه المتواضع، يعبر عن سعادته بما تحقق، وهذا وغيره هو ما دفعنا إلى تخصيص شهر رمضان المبارك للبحث في أفضل الفعاليات والنشاطات التي ستزيد -إن شاء الله- من رصيد النادي وتصب في مصلحة مريديه وجمهوره الملتف حوله والمؤازر له بالحضور الواعي فهو المعني ببرامجه وفعالياته وسوف نكون سعداء لو أن أصدقاءنا الذين ركبوا موجة معاداة النادي سيكونون في موقع المؤازرة بالرأي والمشورة في غير ما تحامل أو مغالطة فإذا كانوا سيفعلون ذلك فلهم سلفاً منا الشكر.. والله أسأل أن يكل بالتوفيق أعمال المخلصين.

* رئيس نادي الباحة الأدبي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة