سعادة مدير تحرير الثقافية المحترم

أتابع (الثقافية) منذ صدورها وأجد فيها استراحة محارب من عناء العمل الهندسي بضغوطه وهمومه. ومن لهاث متابعة مستجداته وتطبيقاته، ما دفعني للكتابة هو ما لاحظته في موضوع التكريم الذي دأبت (الثقافية) بين حين وآخر على تقديمه للمبدعين من أصحاب العطاء الفكري والإنتاج الأدبي. وهذه سنة حسنة تشكرون عليها خصوصاً تجاه الأحياء منهم، فالمبدع تتوق نفسه لأن يرى أن عطاءه له من يقدره، وأن جهده يصنع صدى، وأن بضاعته ليست بالكاسدة، وتلك جبلة بشرية، أقول ما لفت نظري واسترعى انتباهي هو محتوى التكريم، ذلك أن معظم الكتّاب المشاركين بالتكريم يسطرون مقالات إنشائية بعناوين متشابهة، مع أن بعضهم يحاول أن يكون مختلفاً بوضع عنوان فيه شيء من التجديد ليس إلا، فهذه المقالات أو المشاركات انطباعية في معظمها وعمومية في أغلبها مما لا يبني معه رصيد ولا تسبر فيه أغوار، ذلك أنها لم تكن حصيلة جهد وإلا لحظينا بدراسة ذات إبداع، أو تحليل انطوى على عمق أو بذل جُرب فيه أعمال فكر، هكذا يكون التكريم اللائق للمكرم ولإنتاجه.

لست أدري ما هو مقدار مسؤولية هيئة التحرير وما هو مقدار مسؤولية غيرهم في وجود هذه الرتابة وتلك النمطية في ملفات التكريم. حبذا لو أن المعنيين بملف التكريم وضعوا أطر أو استبانات أو نحوها لكل مشارك في التكريم وفق اهتمامه وتخصصه وتفرد علاقته بالمكرَّم تكون بمثابة محفز لطاقاته، واستحثاث لمهاراته، واستفزاز لإبداعاته، حتى نحظى نحن القراء بملف تكريم يكون إبداعاً على إبداع.