Culture Magazine Monday  17/09/2007 G Issue 216
تشكيل
الأثنين 5 ,رمضان 1428   العدد  216
 

وميض
التشكيل في المملكة ومنعطف الجمعية
عبد الرحمن السليمان

 

 

الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، الكيان الجديد الذي تم الإعلان عن قيامه وإقرار لائحته وأعضاء مجلس إدارته الأيام القليلة الماضية، تمثِّل منعطفاً في الحركة التشكيلية في المملكة، فبعد عقود من العمل الفردي والرسمي والجهود متعدِّدة المشارب، يكون للتشكيليين السعوديين جهة مختصة بشؤونهم تعمل من أجلهم ومن أجل تنظيم عملهم، الحركة التشكيلية في المملكة وقد نعيد بداياتها إلى النصف الأول من ستينيات القرن الماضي حمل مسؤولياتها - بداية - الفنانون أنفسهم عندما أخذوا من خلال البعثات الدراسية التي وفّرتها الدولة ومن خلال أكثر من جهة في التحصيل الدراسي خارج البلاد، وعودتهم آنذاك للقيام بالعمل في المدارس أو الجامعات أو التلفزيون، أو غيرها من الجهات التي حرصت على تطوير وصقل مواهب منسوبيها بالعلم والمعرفة الأكاديمية، كانت الستينات قد شهدت انطلاقة العروض الفردية التي تحملها الفنانون أنفسهم، وبين أكثر من مدينة (جدة والرياض والظهران والدمام) وغيرها، كان الفنان الراحل عبد الحليم رضوي وزميله الفنان الراحل محمد السليم وعبد الجبار اليحيا وضياء عزيز ومنيرة موصلي وصفية بن زقر، وغيرهم ممن قدّموا إبداعاتهم من خلال النشاط الفردي أو الجماعي خاصة في جدة ثم الرياض، كانت وزارة المعارف أنشأت مركز الفنون بجدة خلال الستينات واستضاف أو نظم معارض للفنانين التشكيليين الموهوبين في جدة أو معارض مشتركة مع فنانين إيطاليين، أو غير ذلك من الأنشطة المشتركة، ولم يكن قيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب أواسط السبعينات إلاّ دوراً كان الداعم الأكبر للأجيال التالية التي أخذت على عاتقها ومن خلال نشاطها وجدِّيتها التحرُّك بنوع من النتاج مثل حيوية الشباب وتنافسه، فالرئاسة عندما رصدت الجوائز أو حرصت على منح الفنانين والهواة الفرصة للحضور والتواجد، وأرسلت بعض المتعاونين والمشاركين في أنشطتها لتمثيلها في الخارج، كانت ترمي إلى تهيئة أكبر قدر من الأسماء، وكأنها أرادت أن تمنحها الفرصة والثقة لتقف على قدميها ولتحقق وجودها وشخصيتها الفنية، وحرصت جهة أخرى (الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون) على أن إسهاماً موازياً لما تقوم به الرئاسة ومكاتبها من خلال أنشطة، ربما تختلف نوعاً ما وهي تتبنّى العروض الشخصية للفنانين في مركزها الرئيسي في الرياض، أو في المناطق التي افتتحت فيها فروعاً ابتداءً بالأحساء وجدة والطائف وغيرها، فالمركز الرئيسي أطلق أول أنشطته الجماعية عام 1978 في الرياض، وبالمقابل كانت الرئاسة تقيم في نفس الفترة معرض كبار الفنانين التشكيليين السعوديين، ومع هذا الدور الرسمي كانت القاعات الخاصة تنشأ وتسهم، وكانت جهات كالحرس الوطني والخطوط الجوية العربية السعودية على الأخص، قد أخذت في تبنِّي مشاريع معارض وأنشطة تشكيلية كبيرة على مستوى المملكة، وكان إسهاماً مطلوباً أثرى الساحة التشكيلية عندما أقيمت الأمسيات والمحاضرات، وعندما استضافت الفنانين أو الباحثين من خارج البلاد، وعندما رسمت الجداريات في الجنادرية، وعندما أصدرت المطبوعات وغيرها، مما يسهم في إثراء الساحة بالأنشطة التشكيلية المختلفة .. في ظل هذا التواصل والحراك التشكيلي كان قيام (الجمعية السعودية للفنون التشكيلية) كجهة مختصة لتواصل الدور وتنظم ما ترى إعادة النظر فيه وتضطلع بدور ومسؤولية كبيرة تجاه المنتسبين لهذه الحركة من فنانين ومتابعين ومحبين وتجاه الفن التشكيلي كجزء من الثقافة المحلية، فالدور بالتالي قد يكون مضاعفاً على مستوى الداخل أو الخارج، والطموحات في واقع الأمر كبيرة، وأعتقد أنّ الآلية الجديدة التي أسست لها وزارة الثقافة والإعلام في دعم هذه الجمعية سواء على مستوى اختيار الأعضاء بالانتخاب، أو ما يمكن أن تهيئه من إمكانات لقيامها وتأدية دورها، يساعد كثيراً على تحقيق الأهداف المرجوة التي نتطلع إليها جميعاً، لتقف حركة الفن التشكيلي السعودي في مصاف الحركات التشكيلية المتقدمة على كافة المستويات.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة