عرفت الشيخ علي السلوك الزهراني منذ أكثر من 40 عاما من خلال عمله بإمارة منطقة الباحة. وكان ابرز ما عرف عنه- شفاه الله- التواضع والصدق والأمانة وحب الخير لمن يعرف ومن لا يعرف. فكان مقصداً لكل من احتاج إليه من الناس. كان -شفاه الله- عضواً فاعلا في العديد من الجمعيات الخيرية ومؤسساً للعديد منها. وعمل دون كلل أو ملل لخدمة المحتاجين والضعفاء والأيتام.

وكان شفاه الله مؤرخاً نزيهاً، ألف العديد من الكتب عن قبيلتي غامد وزهران وتراثها الشعبي وشخصياتها التاريخية وشعرائها وأدبائها. فما أن يذكر تاريخ المنطقة حتى يُذكر الأخ علي شفاه الله. وكان يحرص على نقاء المعلومات التي يوردها في مؤلفاته. فكان- شفاه الله وعافاه - أميناً في رصده للوقائع التاريخية والقصائد والأهازيج الشعبية. وعرف عنه عدم التحيز في ذلك لإحدى القبيلتين، إذ كان متحرياً أدق التفاصيل. وأذكر أنه طلب مني مراراً أن أتلو عليه بعض القصائد لبعض شعراء المنطقة. وكان يلجأ دوماً لكبار السن من أبناء المنطقة للتأكد من سرد الوقائع التاريخية. وذكر لي ذات مرة أنه ذهب إلى مناطق بعيدة ليلتقي ببعض الطاعنين في السن ليستقي بعض المعلومات التاريخية منهم.

في الحقيقة، أن الأخ علي السلوك - شفاه الله- يعد من الرجال المخلصين لدينهم ووطنهم، فقد خدم وطنه لمدة طويلة جداً، قدم خلالها العديد من الخدمات للمنطقة وأبنائها. أدعو الله أن يشفيه وأن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته.