Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
فضاءات
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

الباحث الياباني تاكايوكي يوكوتا موراكامي ينطلق من قناعة تشبه تلك التي وجدنا في المقالات الماضية لدى الصينية بولين يو؛ فهو يقول أيضاً بوجود اختلافات أساسية بين السياقين الثقافيين في اليابان والغرب. ولكي يوضح الأبعاد المنهجية والثقافية العامة لأطروحته ينطلق الباحث، مثلما تفعل بولين يو، من مسألة محورية وذات بعد رمزي هي مسألة الدون جوان بوصفه شخصية شائعة في الآداب الغربية ولها ما يقابلها في ...>>>...

1- الكاتب والراوي

شتان ما بينهما ولكن من يقتنع بهذا الشتان؟ ربما الذين اعتادوا الكتابة، أما عامة القراء فإقناعهم بهذا الأمر صعب وأحيانا مرفوض فهم يرغبون في هذه الصورة المركبة يقنعون أنفسهم بأن هذا البطل أو تلك البطلة (واقع) متجسد في هذا الكاتب وبالتالي عليهم التواصل مع هذه الشخصية الحلم من خلال هذا الكاتب -هذا الأمر يواجهه معظم الكتاب- وقد سمعت مقولة من أحد أصدقاء الكاتب الأديب الطيب صالح يقول ...>>>...

*كثيراً ما كنت أتوقف عند (الكلمة - الموقف) التي تبلورت من خلال عطاءات الكاتب الراحل (أحمد بهاء الدين) رحمه الله... وبانتمائه العربي الأصيل.

كان يخوض أحداث أمته المرهقة في كل مرة، ويخرج برؤية دقيقة أو حزينة أو مؤلمة من تحت السحب الداكنة التي تنشرها السياسة وهي تأخذ كاتباً أصيلاً إلى الجراح العربية، وتطوح به في دوامات من القلق ومن النقائض، وترميه بعيداً عن فعل الكلمة التي تريح النفس، وتجدد ...>>>...

إن التهام الظل كمؤشر لتراكم الخطايا استثمرته الروايات في ترميز فني مبدع إذ يفقد البطل ظله بفقده لقيم معينة وبيع روحه للشيطان.

إن إشارة بورخيس إلى ملتهم الظلال عند المصريين القدماء المرتبطة بالتمساح تدعو إلى التوقف عند اعتقاد المصريين القدماء بأن (ثمة قرينًا يولد مع الإنسان، ويصاحبه أينما ذهب وتحرك. وهذا القرين ما هو إلا روح الإنسان وظله أو خياله الذي يخشى أن يفقده، ولذلك كان سكان وادي النيل ...>>>...

ويقابل النصوص المُصَمّتة في الرواية نصوص مُسْتنطقة تخرج من أعماق ذاكرة عربية جماعية لتطفو على سطح الفضاء السردي كدليل صارخ يدين العقلية العربية التي ما زالت تتمسك بأحكام الملة الجاهلية التي عاودت الظهور في عهود الإسلام الأولى.

يقتبس النص قصصاً من مصادر تراثية تفضح تعلق الثقافة العربية بالتمييز العنصري والعصبية القبلية ومدى الغلبة التي تمتعت بها تلك الممارسات الممقوتة حتى أصبحت محركاً ...>>>...

ولبعض الممارسات المستهجنة التي يخالف أصحابها النظام والأخلاق والذوق العام مثل (المفحط):

يخمس في الكورنيش ظهرا وينتهي

به العصر للتفحيط في الطرقات

ويهدر حتى الفجر ليلاً مخصصاً

مع الربع (للبالوت) في السهرات

ويغرق في النوم العميق إلى الضحى

ليستأنف التفحيط بعد سبات

وأسوأ من هذا ذلك الذي (يطنش) أي يتجاهل إشارة المرور دون مراعاة للذوق ولا القانون ولا اعتبار لديه لأرواح الناس:

يأتي ...>>>...

- 1 -

أشرنا في المساق الماضي إلى أن لشخصيّة فِتْنَة - بطلة رواية الكاتبة أميرة القحطاني، بعنوان (فِتْنَة)، (بيروت: دار العلم للملايين، مارس 2007) - في ثباتها وعدم تناميها، نظائر واقعيّة من الناس، ممّن لا تكاد تُغيّرهم تجارب الحياة، في مقابل آخرين سريعي التأثّر والتحوّل والتطوّر. ولذلك كله لا غرابة أن تبدو شخصيّة فِتْنَة شخصيّة مُسَطَّحة، لا نامية، إذ لم تشهد نموّا يُذكر عبر كل تجاربها ...>>>...

في المقالة السابقة، تحدثت (حول) كتاب الدكتور عايض القرني، من حيث موقف أغلبية القراء منه، واعتباره كتاباً قيماً مفيداً يستحق القراءة والدراسة ويستحق مؤلفه الشكر والتقدير، ومن حيث موقف شريحة صغيرة من القراء ترى أن الكتاب سطحي وعادي ولا يضيف شيئاً جديداً إلى الفكر والثقافة أو الإبداع ولا يزيد عن كونه كتاباً دعوياً إرشادياً لدينا مثله كتب كثيرة.

وهنا لا بد للنقد الحقيقي أن يتقدم بكل جرأة ...>>>...

عندما كنا، في وطن يصعب فيه السفر، بسبب وضعنا الاقتصادي حيث السفرة نحو الغرب ولمدة عام كانت تكلفنا مائة وخمسين ديناراً عراقياً، عندما كان الدينار يساوي ثلاثة دولارات، كانت السفرة خارج العراق حلماً ليس سهلاً أن نحلم به.

لم يكن بحوزة أكثرنا مثل هذا المبلغ، حيث تكاليف الحياة تساوي الجهد ولا يفيض منه شيء، وكنا نحلم بمشاهدة عالم الغرب الذي نراه في بطاقات البريد وعلى الطوابع البريدية وفي ...>>>...

الدعامة الأخرى التي يستند إليها القول بموت البلاغة هي الاعتقاد بأن البلاغة العربية لم تطور إجراءاتها، بحيث تصلح لمقاربة النص الحديث!! وقد أشار الغذامي إلى مثل ذلك في مؤتمر البتراء الأخير الخاص باستقبال النظرية النقدية الغربية، حين سألني في حوار دار بيني وبينه: ما الذي يستفيده الدارس اليوم حين يتم دراسة البلاغة ويشرع بوجهه نحو النص الحديث؟

والحق أن هذه الدعوى ليست نتيجةً فرضتها تحولات في ...>>>...

يبرهن ماأوردناه سابقاً على أن الرحلة القصيرة كانت شاقة على من يفتقر إلى الوسيلة، فكيف يتصور أحد أن يقطع بدوى بغنمه مئآت الأميال القاحلة..

راحلته قدمه، وزاده السراب! والخلاصة التي أريد الوصول إليها هي أن الصورة المتوارثة عن العرب بأنهم أهل سفر دائم، وتنقل مستمر، وأن دارهم الصحراء، ينزلون بنزول المطر ويرحلون بانقطاعه.. صورة غاية في السذاجة، بعيدة عن الواقع.

والصحيح - كما أشرت - أن الأعراب ...>>>...

ليس أجمل من الثرثرة.. ألذ من مفاصلها.. من حركتها.. من مرورها عبر الشرايين إلى الفم صادرة من منابت القلب: نلتقطها، تحاول أن تهرب من الأعماق فيكبتها الفم يقمع مرورها، وتحاول أن تتسلل بعفوية خارجة من الجسد: تسامر القلب حتى لا يفصح عما يدور في أحشائه من خيالات صريحة تطرحها رؤى مشحونة بما تود أن تواري به أحلامها في كل موقف من خلال هذا الهم الثقيل الذي يمثل الحياة كهمزة منقطعة من الأصول من تدفق ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة