Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
فضاءات
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 
نقاط
أميرة القحطاني

 

 

1- الكاتب والراوي

شتان ما بينهما ولكن من يقتنع بهذا الشتان؟ ربما الذين اعتادوا الكتابة، أما عامة القراء فإقناعهم بهذا الأمر صعب وأحيانا مرفوض فهم يرغبون في هذه الصورة المركبة يقنعون أنفسهم بأن هذا البطل أو تلك البطلة (واقع) متجسد في هذا الكاتب وبالتالي عليهم التواصل مع هذه الشخصية الحلم من خلال هذا الكاتب -هذا الأمر يواجهه معظم الكتاب- وقد سمعت مقولة من أحد أصدقاء الكاتب الأديب الطيب صالح يقول والحديث للأديب الكبير: عندما يقابلني قارئ يقول لي هل أنت (مصطفى سعيد)؟ - بطل موسم الهجرة إلى الشمال - أقول له نعم حتى ولو لم أكن أنا هو ذلك البطل لأعطي شيئا من الأهمية لرأي هذا القارئ ولأشعره بشيء من الرضا عن النفس.

وبشكل عام سواء أكان العمل سيرة ذاتية أم لا.. يبقى البطل جزءا من الكاتب، جزءا من تراكماته النفسية، من تقلباته، من حزن،ه من فرحه، من تجاربه اليومية، من ماضيه ومن حاضره، ولكن على القارئ أن ينتبه فالكاتب لا يحمل الفضيلة دائما بل يحمل بين أصابعه قلما يديره كيفما يشاء ويرسم به الصور وغالبا ما تكون هذه الصور جميلة وجذابة لكنها تبقى في النهاية مجرد صور مرسومة رسمها إنسان يحمل بداخلة ما يحمل من خطايا وسلبيات.

2- الصورة والإطار الجميل

لا أملك الفراسة وتقييمي للآخرين عن بعد يخونني غالباً ولأسباب عديدة ربما لأنني أتمتع بخيال جامح وربما هو بسبب قلة اختلاطي بالآخرين لضيق دائرة علاقاتي لذا توجد لدي تصورات خاصة عن البشر فعندما تضع الظروف أمامي شخصا ما أصنع له إطارا جميلا وأحاول بيني وبين نفسي تزيين هذا الإطار بشتى الطرق إلى أن تصبح لدي قناعة تامة بأن هذا الشخص ما هو إلا هذا الإطار الجميل الذي صنعته أنا وأتناسى عمدا بأن الإطار شيء والصورة شيء آخر.

تابع 2- عندما أرفع يدي لإلقاء التحية على شخص ما ثم أجد هذا الشخص ينظر إليّ دون أن يرفع يده ليرد لي هذه التحية أتساءل: هل سيسلك هذا الإنسان الذي لم يجهد يديه طريقا آخر غير الطريق الذي سأسلكه أنا؟ أقصد الطريق المؤدي الى تلك المنطقة البعيدة ذات الحفرة العميقة والخالية إلا من الحقيقة الحتمية للإنسان؟!!.

3- استقلال القلم

أسوأ مرحلة يصل إليها الكاتب هي المرحلة التي يتحول فيها قلمه إلى مورد مادي سواء أكان عن طريق بيعه علي الصحف أو المجلات أم على رؤساء التحرير أم بيعه على المسؤولين أم بيعه على أصحاب الفلوس وهذه الأخيرة أسوأ ما في الأمر.

ملاحظة: قرأت لقاء لأحد الشعراء المعروفين يقر فيه وبكل عري أنه كان يبيع قصائده!!

4 - حضارة الشكل

يغيظني المتثاقف الذي يأتي من الغرب منسلخاً من وطنه ومن وطنيته، ولا أبالغ في هذه الأخيرة فهو يأتي محملا بأثقال الحضارة الشكلية للغرب وبشكل خارجي أشبه بالمسخ وبتذمر متواصل من هذا الوطن الذي رباه وأنشأه، فالبعض يأخذ من الغرب المظهر الخارجي فقط متجاهلا الحضارة الثقافية لهذا الغرب، ولا أعلم هل يفشل بعض مثقفينا في استيعاب وتطبيق هذا التحضر الفكري والعلمي والتكنولوجي أم أنهم لا ينشغلون بهذه الأمور ويحرصون على العودة محملين بقشور تلك الثقافة ليتظاهروا بالتحرر وبخروجهم من شرنقة الخليج العربي الملتحف بالعباءة والبشت.

خارج حدود النقاط

كم هو مؤلم أن تخبر صديقاً لك بأنك على وشك الغرق ثم تغرق أمامه.. هكذا ببساطة وهو ينظر إليك!!.

دبي amerahj@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة