Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
فضاءات
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

حكايات
لا تحزن «2-2»
محمد أحمد الشدي

 

 

في المقالة السابقة، تحدثت (حول) كتاب الدكتور عايض القرني، من حيث موقف أغلبية القراء منه، واعتباره كتاباً قيماً مفيداً يستحق القراءة والدراسة ويستحق مؤلفه الشكر والتقدير، ومن حيث موقف شريحة صغيرة من القراء ترى أن الكتاب سطحي وعادي ولا يضيف شيئاً جديداً إلى الفكر والثقافة أو الإبداع ولا يزيد عن كونه كتاباً دعوياً إرشادياً لدينا مثله كتب كثيرة.

وهنا لا بد للنقد الحقيقي أن يتقدم بكل جرأة وحياد لحل الخلاف وفك الاشتباك بين الموقفين، وإذا ظل النقاد على هذه الحالة من التثاؤب أو الغياب أو انعدام الوزن فإن الوصول إلى نتيجة إيجابية سيظل مستحيلاً، وقد تزيد الهوة بين الموقفين عمقاً واتساعاً.

سأحاول في هذه المقالة أن أسجل بعض النقاط التي آمل أن تقرب بين وجهتي النظر حول كتاب (لا تحزن) ولاسيما أننا أبناء مجتمع مسلم من طبيعته التواصل والتسامح لا الاستمرار في القطيعة والخصام.

- النقطة الأولى هي أن الشيخ الدكتور عايض القرني عالم فاضل شديد التواضع وداعية إسلامي مشهود له بالورع والتقوى وحب الخير للإسلام والمسلمين، فلا يجوز لأحد أن يتهمه بأنه يحب الشهرة ويسعى إلى أن يصبح مليونيراً، فالمؤلف في أي مجال من مجالات العلم أو الثقافة وخصوصاً في العالم العربي هو أقل المستفيدين من الكتابة والتأليف؛ إذ إن الفائدة - إن وجدت - تذهب إلى جيوب الناشرين ودور الطباعة ومراكز التوزيع. كما لا يجوز أن نفكر في أن نحسد أو نناصب الشيخ عايض أو غيره العداء أو نغبطه إذا طبع كتاب له مرات عدة أو بيع من كتابه آلاف أو ملايين النسخ.

- النقظة الثانية هي أن الدكتور عايض القرني لم يدعِ أنه أتى بما لم يأت به الأوائل أو أن كتابه (لا تحزن) كامل متكامل؛ فالكمال لله وحده.. كما أنه لا يضير الدكتور عايض أن يقال عن كتابه أنه كتاب دعوي إرشادي، فقد نبه في مقدمته بالطبعة الأولى على عدة مسائل يراها مهمة من وجهة نظرة منها:

- أن المقصد من الكتاب جلب السعادة والهدوء والسكينة وانشراح الصدر وفتح باب الأمل والتفاؤل وانتظار الفرج والمستقبل الزاهر.

- وهو تذكير برحمة الله وغفرانه والتوكل عليه وحُسن الظن به والإيمان بالقضاء والقدر وترك القلق على المستقبل وتذكر نعم الله.

- وهو محاولة لطرد الهم والغم والحزن والأسى والقلق والاضطراب وضيق الصدر والانهيار واليأس والقنوط والإحباط.

- لم ينكر الدكتور عايض أنه جمع في هذا الكتاب ما يدور في فلك الموضوع من التنزيل ومن كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم.. ومن الأمثلة الشاردة والقصص المعبرة والأبيات المؤثرة وما قاله الحكماء والأطباء والأدباء، وفيه قبس من التجارب الماثلة والبراهين الساطعة والكلمة الجادة.. والكتاب كما قال ليس وعظاً مجرداً ولا ترفاً فكرياً ولا طرحاً سياسياً.. إلخ.

- وقال إنه لم يرتب الكتاب على الأبواب ولا على الفصول وإنما نوّع الطرح وداخل بين الفقرات وانتقل من حديث إلى آخر ليكون الكتاب أمتع للقارئ وألذ له وأطرف لنظره.

من كل ذك يتضح أن الدكتور عايض لم يدَّعِ أنه شاعر أو أديب (وإن كان كذلك) ولم يدَّعِ أنه كاتب قصة أو روائي حتى نطالبه بمداعبة الكلمات والصور المعبرة والإبداعية.

- والنقطة الثالثة هي أنه لا بد من الاعتراف شئنا أم أبينا أن أخانا الدكتور عايض كاتب قدير جميل جذاب من نوع السهل الممتنع كما يقولون، خال من الأخطاء، ولعل هذا ما جذب القراء إلى كتابه ولاسيما ذوي الذائقة الأدبية الذين يحبون البلاغة والشعر والأمثال.

تحية إلى الدكتور عايض الذي لا يخلو من كتابه أي بيت، والذي أصبح كتابه (لا تحزن) هدية يقدمها الناس إلى بعضهم وإلى أحبائهم ومرضاهم بديلاً عن باقات الورد الجميلة التي تذبل وتموت.

وتحية إلى الذين يتفقون مع الدكتور عايض وإلى الذين يختلفون معه مؤقتاً.. مؤمنين بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. شاكراً الجميع لأنهم أتاحوا لي البوح بهذه الكلمات عن كتاب شيخنا الفاضل عاشق الكلمة.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة