Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
الملف
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

أخي (علي).. ماذا أقول؟

 

 

طلب منّي الأخ الصديق سعيد الدحية أن أكتب عن أخي الأديب الأستاذ علي بن صالح السلوك شفاه الله كلمة مختصرة عن طفولته وتعليمه وحياته العملية الوظيفية، ومدى ارتباطه بالأدب والقراءة والتأليف.

والحقيقة إنني أعجز عن صياغة ما يجول بخاطري نحوه، وكثرة المواقف المؤثرة في مدة تجاوزت أربعين عاماً.

كنا متلازمين في هذه المدة حيث يعمل في إمارة الباحة منذ عام 1380هـ وأنا أعمل في مدرسة قرن ظبي منذ عام 1385هـ.

وكانت الأحداث تتسارع حيث يعمل كل وقته موزعاً بين العمل الرسمي والبحث عن المعلومة من كتاب أو شيخ مسن خصوصا البحث عن الشعر والحِكم والأمثال وأخذها من مصادرها.

فكان يأخذ المعلومة من أكثر من مصدر، ويتوخّى الحقيقة في ذلك.

فقد بدأ في البحث وتقصي الحقائق عن جغرافية المنطقة وما حواه المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران.. بتوجيه من الشيخ العلامة حمد الجاسر -رحمه الله تعالى-.

وقد عانى في ذلك الشيء الكثير خصوصاً أن المنطقة في ذلك الوقت لم تكتمل الطرق فيها، وكذلك الخدمات فكان معظم البحث والتنقل مشياً على الأقدام.

توالت بحوثه وعطاءاته في شتى المجالات ومؤلفاته الموجودة خير شاهد على ذلك العطاء. وقد خدم المنطقة وأبناءها وهو أول باحث متعمق في منطقة الباحة: سراة وتهامة تاريخاً وتراثاً. أما حياته الأسرية فكان رؤوفاً بوالديه محباً لهم، عطوفاً عليهم، ومتابعاً لأبنائه في شتى مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي مربياً فاضلاً، يناقش الأبناء ويجتمع مع مدرس المادة في المدرسة ويناقشه في واجبات الأبناء والأخطاء اللغوية. وله مواقف في ذلك، أما التعليم الجامعي فكان له اتصال مباشر مع عمداء الكليات التي يدرس فيها الأبناء ويتابع دراستهم.

خدماته لبلدة قرن ظبي والقرى المجاورة لها.. أول من أدخل الكهرباء بتوجيه من الدولة أعزها الله عن طريق الجمعية التعاونية بقرن ظبي، ثم سعى في تأسيس الجمعية الخيرية حتى شملت خدماتها كل القرى المجاورة، ووسّع الطرق داخل البلدة مع رصفها وسفلتتها بالتعاون مع أهل البلدة الخيّرين الذين تبرعوا بالمال والأرض في سبيل توسعة الطرقات.

صاحب فكر ثاقب وموهبة متجددة، يعامل الكبير باحترام، والصغير بالتشجيع. كسب محبة الناس واحترامهم. يزور المرضى في أنحاء المنطقة ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم. عمل مع سعادة الأمير سعود السديري، ثم الشيخ إبراهيم آل إبراهيم - رحمه الله- ثم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود ونائبه صاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن محمد حفظهما الله.

وكان محل ثقتهما في الكثير من القضايا التي أنجزها لخبرته الطويلة في هذا المجال.

تقاعد بعد عمل دؤوب وتفرغ للبحث والاطلاع والكتابة.. ادعوا معي بأن يمنّ عليه الله بالصحة والعافية.. آمين..

شكراً لجريدة (الجزيرة) على اهتمامها برجال خدموا هذه البلاد في شتى المجالات.

-

- الباحة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة