Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
شعر
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

مَهْلاً مُرافقتي
شعر: عبد الرحمن صالح العشماوي

 

 

جُودي عليَّ وإنْ بدا لكِ فابخلي

فالبابُ مفتوحٌ، وإنْ لم تدخلي

أنا حيثما يرضى الحبيبُ وإن جَفَا

لم أدَّخر حباً ولم أتململِ

أنا فوقَ رابيةِ الوفاء، بَنَيْتُ لي

قصراً ومنذ بنيتُه لم أَنْزلِ

غنّى الصباح على نوافذه التي

من حين ودّعها الدُّجى لم تُقْفَلِ

شيدْتُ قصراً لم تزلْ ساحاتُه

ميدانَ قافيتي التي لم تَذْبُلِ

مهلاً مُرافقتي على الدرب الذي

هشّتْ معالمُه لصوتِ المُقبلِ

لا تطفئي القنديل، أخشى بعدها

ألا يُمكّنكِ الدجى أنْ تُشعِلي

أخشى على عينيكِ من حَسَكِ الأسى

وعلى لسانكِ من مرارةِ حَنْظَلِ

لا تركبي ظَهْرَ الأَوابدِ، إنها

ترمي براكبها إذا لم تَقْتُلِ

وَدَعي مُكايَدةَ الأَبيِّ فإنها

ستُريكِ عُقْبَى حسرةِ المتعجِّل

أوصى الرسولُ بكنَّ خيراً، إنني

أَلْقَى وصيّته بطاعة مُقْبِلِ

أتقبّلُ العِوَجَ الذي لا يَلْتَوي

حتى يصيرَ كقامةِ المتسوّل

وأزيدُ فوقَ السَّمْنِ شَهْداً خالصاً

حتى يصير لكُنّ أَشْهَى مَأْكَلِ

أبني لكنَّ صروحَ حُبّ تلتقي

بذُرَى السحاب الشامخاتِ وتَعْتَلي

وأَمُدُّ جِسْرَ الحُبِّ أنشرُ ظِلَّه

ويسرُّني - والله - أن تتظلّلي

مهلاً - مُرافقة الطريق - فإنني

-واللهِ- فوق الشكِّ منكِ فأَجْمِلي

تَسْتَرْجِلينَ عليَّ، تلكَ جنايةٌ

كُبْرى، ولو فكّرْتِ لم تَسْتَرْجِلي

لو أنَّ أسبابَ الجمالِ تجمّعتْ

في راحتيكِ، فكُنْتِ أحلى الأَجْمَلِ

ورَمَقْتِني يوماً بعينِ مُكابرٍ

لقطعتُ دونكِ كلّ حَبْلٍ مُوْصَلِ

ما دُمْتُ في درب الشريعةِ سائراً

والشرعُ واجهةُ البناءِ الأمثلِ

فاللومُ مقتولٌ أمام تعلُّقي

بشريعتي، وأمامَ حُسْنِ تجمُّلي

هل أنتِ أكرمُ من حُمَيْرَاءِ الهُدى

ذاتِ الأُرومةِ والمقامِ الأفضلِ؟!

هل أنتِ أكرمُ من نساءِ نبيِّنا

من حافظاتِ الوُدِّ دونَ تعلُّل؟؟!

مهلاً مُرافقتي على الدرب الذي

لا يستقيم لحائرٍ مُتَمَلْمِلِ

لا يستقيم لجامدٍ مُتَلَفْلِفٍ

في سوءِ منطقِه كَسيحِ الأَرْجُلِ

إنْ كان همُّكِ درهماً وخميلةً

فخذي طريقَكِ عن طريقي وارحلي

وإذا أردتِ مودّةً فتجمّلي

بثيابها مثلي، ولا تتحوّلي

إنْ شحّت الدنيا بنا حيناً ففي

مَلَكُوتِ خالقِنا، العطاءُ يَلُوحُ لي

أُعطي عطاءَ الأكرمينَ، فإِنْ يَضِقْ

عَيْشٌ مَنَحْتُ تَبَسُّمي وتَحَمُّلي

أنا لستُ في الدنيا كمن شُغلوا بما

فيها، ومَنْ وقفوا بِدَارَةِ جُلْجُلِ

أنا لستُ ممّن يشربون الماءَ من

كَدَرٍ ولستُ بناقفٍ للحنظلِ

أنا ذلك الإنسانُ، بين جوانحي

قَلْبٌ يتوق إلى كريمِ المنزلِ

إنْ تبذُلي خيراً رَبِحْتِ جزاءَه

أضعافَه، وخَسِرْتِ إنْ لم تَبْذُلي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة