Culture Magazine Monday  03/11/2008 G Issue 259
تشكيل
الأثنين 5 ,ذو القعدة 1429   العدد  259
 

من الحقيبة التشكيلية
تلقت المجلة سيلاً من الرسائل والاتصالات
موضوع السرقات أزاح الستار وكشف المستور

 

 

إعداد - محمد المنيف:

تلقت المجلة الثقافية (صفحات الفن التشكيلي) العديد من رسائل البريد إلكتروني ورسائل الجوال والاتصالات حول موضوع السرقات، ومع أن الفكرة ليست جديدة والقضايا ليست خاصة بقدر ما هي عالمية، لكن ملامستنا للواقع المحلي وما يحدث فيه مع حرصنا على عدم المواجهة أو الاقتراب من الأسماء أو المؤسسات، وما جاء عبر تلك الرسائل جعلنا نعيد النظر ونكرر الحديث حول هذه القضية التي تنحصر محلياً في الإهمال وأضاعت أعمال الفنانين. وهذا ما أشرنا إليه كأحد الأسباب المهمة والمؤدية إلى ضياع الأعمال ومن ثم سرقتها إضافة إلى أساليب التعامل بين بعض المعنيين بالمعارض والمسابقات وبين المشاركين فيها من الشباب .

لقد كانت تلك الرسائل بمثابة إزاحة الستار عن مواقف وقضايا مستورة لم يكن أصحابها يسعون للتشهير أو الإساءة لمن يتعاملون معهم ويطالبون منهم إعادة أعمالهم المفقودة. ونحن هنا أيضاً لا نسعى لمثل هذا التصرف انطلاقاً من حرصنا على كل الأطراف، ولئلا تتسع الدائرة وتصل إلى البحث عن حلول أكثر تعقيداً وإعلان أسماء أو (محاكم) -لا قدر الله.

ضياع أعمال فنانين شباب ورواد

لقد تلقينا نماذج من الأسماء القليل منها أسماء معروفة ورائدة في الساحة وأخرى شابة يجمعهم قاسم مشترك هو فقدهم لأعمالهم بعد نهاية المعارض التي شاركوا فيها. ومن المؤسف أن تكون بعض تلك المعارض ضمن نشاط مؤسسي يمكن العتب عليه أكثر من أي تنظيم آخر للأفراد أو القطاع الخاص مع أن كلاهما مسئول عن ما يؤتمن عليه. فقد تحدث إلينا أحد الفنانين المعروفين ممن يعدون رواداً للساحة عن فقده لأحد أعماله وما زال يبحث عنه ويطالب بإعادته لكنه لا يجد أي بارقة أمل، فكيف بمثل هذا الموقف؟ وطالب صاحب العمل بتعويض مادي وتبعه أطراف أخرى لها حق أيضاً، فكم من التعويضات ستتحملها تلك الجهة؟

من المؤسف أن ينسى أو يتجاهل البعض أهمية تنظيم العمل والحرص على حقوق الآخرين ووضع الآلية الآمنة لهذه المشاركات ابتداء من تهيئة المكان لاستقبال الأعمال ورصدها وتسجيلها ومنح كل منه رقماً ووثيقة يعطى الفنان نسخة منها تشتمل على ما يمكن الإشارة إليه من تعهد بالحفاظ عليها أو تخلٍ عن المسئولية ليكون الفنان على بينة من الطرف الآخر ومن مصير لوحاته أو أي من الأعمال الفنية التي تم تقديمها للمعرض.

أخذ المواثيق

من جانب آخر على الفنانين أيضاً دور كبير يتحملون فيه جزءاً من المسئولية مهما كانت قليلة، فكيف لهم تسليم إبداعهم الذي يشكل جزءاً منهم إلى معرض أو جهة دون أن يعلموا كيف ومتى وأين يتم استلامهم لها بعد نهاية المعرض وأخذ ما يوثق هذا الحق. هذا التعامل لا يعني عدم الثقة ولكنه مطلب مشروع يحفظ حق الفنان ويحمل المعني بالمعرض مسئولية الحفاظ على ما تم استلامه لا أن يرى تلك الأعمال مجرد قطع يستكمل بها العدد، وفي حال استغنائه عنها أو عدم وجدود مكان لها يلقيها خارج المسئولية والمكان. لقد كان حسن الظن والثقة بخبرات بعض منظمي المعارض سبباً في أن يغض الفنانون الطرف عن طلب وثيقة استلام وتسليم أو أن يضعوا شروطهم. وهذا يأتي للعديد من الأسباب منها ما يتعلق بالفنانين المعروفين بحسن الظن بمن يتعاملون معهم، أما الشباب فهم يرون أن وضع تلك الشروط نوع من الشعور بأهمية عملهم التي يرى منظمو المعارض أن في قبولها تشجيع لهم فيدفعوا سكوتهم ضريبة للمشاركة.

لا حياة لمن تنادي

لقد أسمعت لو ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

هذا البيت ينطبق على أولئك المعنيين بضياع لوحات الفنانين. فقد كتبنا ولا زلنا نكتب على مدى ثمانية وعشرين عاماً حول قضايا الساحة بالتلميح عن الأخطاء وكشف بعض المواقف دون تجريح أو إساءة فلم نجد أي استجابة بقدر ما عوقبنا من أولئك المسئولين عن الفن التشكيلي بعدم إشراكنا في أي من المناسبات المحلية أو الخارجية باعتبارنا نسيء للساحة ونضع أنفسنا رقباء عليها. وهذا مطلب نعتز بالقيام به ولن نتوقف عنه، ومع ذلك ما زال هؤلاء أو أولئك يقعون في أخطائهم، منها إضاعة اللوحات أو تأخير سداد المبالغ التي تم قبضها من المقتنين للأعمال إلى آخر المنظومة. لهذا نقول أن الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجئات التي سمعنا عن بعضها ممن اتصلوا أو بعثوا بإيملاتهم بأن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد ولن يغضوا الطرف بعد هذه الفترة الطويلة عن المطالبة الرسمية بإعادة ما أضاعه أولئك المنظمين للمعارض.

آراء الفردية وقتل المواهب

لقد فتح لنا موضوع السرقات في العدد السابق والذي أضفنا إليه ما جاء في ما تقدم من طرح قضايا كثيرة تعلق بالمشاركات في المعارض وبالمحسوبية وبالآراء الفردية والشروط التي أصبحت بمثابة الحواجز والمعوقات أمام الشباب، فهناك من يواجه الإقلال من مستوى أعماله بأسلوب وطريقة تؤدي إلى الإحباط كأن يقال إن هذا العمل رديء أو أن المتقدم بعرضه غير واعٍ بما عليه الفن من جديد أو التشكيك فيه إذا كان عالي المستوى بأنه من غير صاحبه وأنه من فعل فاعل، أو أن يقول منظم المعرض للمشارك أنه غير مؤهل أكاديمياً في الفنون لهذا فهو غير مؤهل للمشاركة! كل هذه العبارات والإشارات لم تكن نسج خيال بقدر ما هي نقل عن رسائل واتصالات نحتفظ بأسماء أصحابها الذين أبدوا الاستعداد للمواجهة في حال حدوث أي رد فعل ينفي مثل هذه الأقوال ليكشفوا قائليها.

دعوات من تحت الطاولة

أما الأكثر إيلاماً وأكثر ترديداً على الألسنة فهو في كيفية تقديم الدعوات للمشاركة المحلية أو الخارجية لبعض المعارض التي لا يعلن عنها في الصحف أو التي يعلن عنها في وقت ضيق وسريع لا يتمكن فيه إلا القلة من المشاركة فيكتشف الجميع أن غالبيتها قد تمت الدعوة إليه بشكل سري وخاص لأسماء معينة ثم يعلن عنه بشكل رسمي في آخر أيام استقبال الأعمال. هذا التعامل مع الفنانين الشباب أو مع بقية الفنانين يتحمله المنظمون للمعارض أو من يوكل لهم الإعلان عنه، أو يكلفون بالاتصال بالفنانين فيقدمون العلاقات الشخصية على قيمة العمل وأهمية المشاركة خصوصاً حينما تكون لتمثيل المملكة فتظهر تلك المشاركات بمستوى هزيل.

تنوع المعارض

هذه القضايا وغيرها لن ينتهي أو يزول إلا بزوال من يفتقد الضمير ويستبدل بمن يضعون النية الصادقة وأهمية واحترام الفن نصب أعينهم. أما غير ذلك فلن يتغير في الوضع شيء وستبقى الساحة (حيص بيص) تتراكم فيها القضايا وتكثر المشكلات وتتسع دائرة الخلافات وتفقد الثقة. أما ما يمكن أن نعتبره حلاً ولو مؤقتاً فهو في تنوع المعارض وتقسيم المستويات الفنية للفئات الثلاث معارض الهواة وأخرى للشباب ومعارض لأصحاب الخبرات الطويلة والأساليب الموثقة.

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة