Culture Magazine Monday  03/11/2008 G Issue 259
تشكيل
الأثنين 5 ,ذو القعدة 1429   العدد  259
 

وميض
يأتي بلا موعد
عبدالرحمن السليمان

 

 

أعود إلى الفن الرقمي وما يمكن أن يواجه هذا النوع الجديد على جمهور المعارض أو الفنانين أنفسهم من إشكالات التلقي.

الفنانة منال الرويشد عندما سعت إلى تقديم تجربتها الجديدة في معرضها (يأتي بلا موعد) بعد أعمال التصوير الملونة بصباغات الزيت أو الاكريلك أو خلافهما تستعيد في جديدها شيئا من ذلك بل إن أثرا ما، كان ظاهرا، وليس من تقليل فالتجارب تستفيد من بعضها والفنون أيضا تتكامل وتتلاقى وتتوجه إلى المتلقي بشخصيتها أو بصيغتها الخاصة، فالتلوين الزيتي ربما يتطلب مالا يتطلبه غيره ومعطياته وإمكانية التعامل معه تختلف من فنان إلى آخر ومن قدرة إلى قدرة وهو ما ينطبق على الاتجاهات الفنية الأخرى.

أعمال منال الرويشد على سبيل المثال تلتقي في التقنية، وهي كما أشرت جديدة ولها مفرداتها الخاصة وسياقاتها ومن هنا يمكن ملاحظة أوجه الاختلاف بين صيغة وأخرى في التجربة الواحدة للفنانة، فهي بدأت متخذة من معارفها الأسبق مدخلا إلى صيغتها الجديدة واستفادت ربما بدرجة كبيرة من الزخرفة الإسلامية والشعبية في تكويناتها وربما تلويناتها، وكانت أكثر تفصيلا من خلال هذه الاختيارات.

سنلاحظ التفاصيل التلوينية واهتمام الفنانة بها وقد عرضت ضمن هذا التوجه عدة أعمال كانت تحمل دفقة أو شحنة اقرب للتعبير عن شخصية فنية تبحث في هذه المفردات القريبة بتقنية مستحدثة، هي في ذلك تعمل وفق معطيات محدودة، فليس من مرجعيات يمكن الاستفادة منها جراء هذه المغامرة وليس هناك - على مستوى الداخل - سوى ما يمكن أن نسمعه عن اسم أو اسمين اشتغلا عليها في حدود ضيقة من الانتشار أو العرض أو التعلم بل إن إحدى هاتين المحاولتين تستفيد من الأخرى التي يمثلها الفنان خالد الأمير الذي يعيش في جدة بعيدا عن وسطها الفني. هذا خلاف جدية محاولات بعض المتعاملين مع الشبكة الإلكترونية في تقديم تجاب وخبرات في هذا الاختصاص (التوجه).

ومنال الرويشد في معرضها تقدم وفق رؤيتها الخاصة تقنية تحمل أكثر من حل فني، فالتنويع المطروح في المعرض يبين مقدار ذلك وبحثها ضمن اشتغالات تجريبية على المواضيع أو الأفكار قد يجعل أمر التلقي يتخذ الجانبين (الأصعب والأسهل) الأصعب ونحن نجتهد لإيجاد رابط بين المجموعة المقدمة فلا نجد سوى التقنية والأسهل لديها هي، وهي تتنقل من فكرة إلى فكرة أو من مبحث إلى آخر فالأعمال - وأعود إليها - متنوعة ومختلفة أيضا هناك بينها ما يمكن أن يثير ويحرض ومنها ما يمكن أن نوجهه إلى ما هو أقل، وعندما نحيل مشاهداتنا إلى الربط ما بين المجموعة فسنجد معالجات الضوء تتخلل كل أو معظم المجموعة لكنها تتقدم في أعمال عن أخرى وذلك من جانب التعامل مع الضوء ضمن الشخصية الفنية التي تحقق وحدة العمل وضمن ما يتوجه إلى التقنية نفسها وليس بأثر - مثلا - لوحة التصوير الزيتي، ومن هنا فالأعمال في هذه النتيجة تكون أقل وإن تنوعت أو نوّعت الفنانة في ذلك بما يحقق نتيجة تبتغيها، فمجموعة استلهام أو تأثير الزخرفة الشعبية أو الإسلامية تلتقي فيها حروف أو أشبه بها وتمنح هذه المجموعة اللوحة توجها يمكن الاشتغال عليه بما يمكّن من الوصول إلى نتائج جديدة في ذلك السياق بعيدا عن التشعب وبالتالي سيكون في قبضة الفنانة نتائج توحد التجربة وتساعدها على نتائج لاحقة أكثر إيجابية، نتائج أخرى مغايرة أجدها في استلهامها حركة الطاووس، وهي هنا ربما تكون استفادة أقرب إلى الأعمال السابقة - الزخرفية - فهناك تلاق في المعطى الزخرفي الذي يمكن أن تتحرك فيه الفنانة بكثير من الحرية التي تكفل نتائج تمنحنا وحدة الفكرة وبالتالي المعرض.

هذا المعرض أراه إحدى المغامرات والمحاولات الجديدة الجريئة التي تفتح لنا مدخلا إلى تقنية بالتأكيد الفنانة نفسها - وربما غيرها - لديها القدرة على التواصل معها بما يحقق للتجربة الخاصة مكانة ضمن التجارب الجديدة الأخرى والمعرض بالتالي يحمل صفة أسبقية ضمن هذا التوجه بعيدا عن أي جانب نقدي في مقدار قبوله أو عدم القدرة على التفاعل معه أو استيعاب معطياته.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الدمام aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة