Culture Magazine Monday  18/02/2008 G Issue 234
تشكيل
الأثنين 11 ,صفر 1429   العدد  234
 
الحرف غيمة
ما موقفك من المطالبين بإلغاء التربية؟
مها السنان

 

 

* ما موقفك من المطالبين بإلغاء التربية الفنية من مناهجنا؟

عنوان أو سؤال برنامج (سؤال اليوم) أحد برامج قناة الإخبارية السعودية الذي يعده فهد السيف، ولا أدري من أين أتت الفكرة فتاريخ تدريس المادة يعود لفترة ما قبل توحيد المملكة العربية السعودية في المدارس العثمانية في مكة المكرمة وبعد التوحيد ظهرت المادة في الخطة التعليمية باسم (الرسم) عام 1348هـ لتحذف أو يكتفى بمادة الخط العربي أو الأشغال لتعود وتحذف مرارا حتى استقر بها الحال عام 1377هـ تحت مسمى (الزخرفة) والتي تغير اسمها إلى التربية الفنية عام 1382هـ.

وكان من أسباب عودتها في أحد المراحل تدني مستوى المبتعثين لدراسة الهندسة والطب والمطالبة بتأهليهم من خلال إدراج المادة في التعليم العام. فهل يعقل أن تلغى اليوم ونعود إلى الوراء بدلا من التقدم؟ ولكن العجيب ليس السؤال بحد ذاته بل في ردود المشاركين وإن عارض الفكرة الغالبية المطلقة بأكثر من 43 صوتا أكثرهم شدد على أهميتها في تنمية المواهب وآخرون كونها متنفسا للطلاب، والبعض لأهميتها في توسيع الخيال وهو حقيقة تم إثبات صحتها في دور الفن لتسويع المدرك والخيال وأهميته لاحقا كمدخل للابتكار العلمي والاختراعات. وكان من بين هؤلاء حوالي 5 أطفال شددوا على عدم إلغائها منهم الطفل (تركي) الذي سوف يكافح لإعادتها إذا ما ألغوها، بينما أبرز لنا الطفل (علي) استيعابه لمفوم ودور الفن بشكل يفوق البالغين حين قال بعفوية (مهمة لأنهم يسوون فيها برج زي برج الفيصلية) فهو يعي أن المهندس المعماري والطبيب الجراح وطبيب التجميل كل هؤلاء وغيرهم يجب أن يملكوا مهارات فنية يتعلمون أسسها من مادة التربية الفنية.

أما الطفل (إبراهيم) فقد فاق الجميع ليؤكد على نتائج النظريات الحديثة التي تؤمن بدور الفن في تنمية التفكير الابتكاري والابداعي حين يقول: (التربية الفنية مادة نفكر فيها)!!

وعلى عكس الصغار لم يعِ بعض الكبار أهميتها منهم اثنان ترددا في الاعتراض بينما 6 من المشاركين أيدوا قرار الإلغاء بشدة بحجة أن لا فائدة منها، وأغرب الآراء السلبية رأي لفتاة تؤكد أن الفن ليس له مستقبل لذا يجب أن تحذف المادة. (ألم تسمع عن (بيكاسو) الذي غطى توقيعه على منديل فاتورة مطعم بالآلاف؟ أو عن اللوحات التي يبلغ ثمنها 70 مليون دولار؟) أما الرأي الآخر لشاب يرى أن تلغى عن الطلاب دون الطالبات كون البنات لديهن الحس المرهف بينما يفتقده الذكور (وبدلا من علاج هذا الخلل في الرجل السعودي نؤكد عليه؟).

على كل حال الحمد الله أن المادة لن تلغى بل بدلا من ذلك تشارك وزارة التربية والتعليم جهات عديدة رسمية وخاصة تسعى لتدعيم الفنون التشكيلية وأهميتها من خلال مناشط ومسابقات ومعارض وورش خارج المنهج ليعزز تعليم مادة التربية الفنية في المدارس.

msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة