Culture Magazine Monday  25/02/2008 G Issue 235
سرد
الأثنين 18 ,صفر 1429   العدد  235
 
نصوص قصيرة
فهد العتيق

 

 

سؤال

وقت حين ينفض الظلام بأجنحته،

يموت ليله الليلي،

ويبدأ وقت آخر،

يخرج لنا من كوة ملتهبة في تلك الآماد البعيدة،

فهل نحن الذين نذهب إليه؟

أم أنه الذي يأتي إلينا.

طيور

ومثل طيور أمل دنقل،

التي تمارس أفعالاً كثيرة،

قلبك عصفور، ليس له القدرة على الثبات،

لا يستطيع النوم،

لا يستطيع الكلام،

عصفور خنقته روائح الأرض،

لكنه يسمح لأغصان الشجر العالي،

أن تضمه عريساً آخر لهذا الحقل.

ولادة

الظلام ظلام الروح،

والنهار يأتي ويروح،

الظلام الكبير يلد نفسه،

والنهار الصغير بلا روح.

تبادل أمكنة

نتبادل، أنا وبديلا الأمكنة، حين نشعر بالهزيمة،

نتبادل، أنا، وصديقي اللدود، لعبة الأقنعة،

حين نشعر، أن أحلامنا بالأمس،

لم تكن سوى لعبة للتسلية.

نسيان

ذات مساء، تركت رأسي بكل أسئلته الضالة ومتاعبه وأحزانه، عند باب بيت لا أعرفه وخرجت، كنت أشعر أني خفيف إلى درجة الطيران.

وفي البيت شعرت أن الكلام يهرب مني، فكلما أنطق كلمة تخرج معكوسة، أو تطير في الهواء بلا صوت، أحسست أن أعضاء جسدي تتساقط الواحد بعد الآخر في معركة يبدو أنها محسومة، وحين قررت الهرب والنوم، صحوت فجأة.

كنت أحاول أن أترجم تلك الكلمات التي خرجت معكوسة، حين قفز السؤال مثل عمود النار: هل أنا الذي كنت نائما؟ أم أن الذي كان يقظا أحد سواي؟

خوف

قلت لك إنني عندما رأيتك أمامه مرتبكا، شعرت بالخيبة التي دفنتني في الحزن البالغ، وقلت لك إنك بدوت أمامه كخائف لا يقوى على الكلام، كانت الكلمات تخرج من فمك بأحرف مخنوقة، متقطعة، ومرتجفة، كأنها تبكي، وكنت أرى وجهك أصفر، وجسدك يهتز بصراحة واضحة.

كنت تحاول أن تحني رأسك وأنت تتحدث أمامه، أو أنت تخرج منديلك الأبيض بتوتر لتمسح عرق جبينك، وكنت تدافع عن نفسك كثيرا، وفي غير ما داع، في وقت كنت تحتاج فيه إلى سؤال صغير جدا: لماذا فعلوا بك هكذا؟

قبل أن تدخل، كان الرجل يسألني بأي وجه سوف يقابلك، وكان متوترا، بعد أن خرجت رأيته يضحك بعمق شديد.. بعمق يا صديقي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة