Culture Magazine Monday  29/12/2008 G Issue 264
الملف
الأثنين 1 ,محرم 1430   العدد  264
 
العجيان.. ذلك الإنسان!
صالح علي الصويان

 

أن يطلب منك الحديث عن ذاتك..!

وأن تقلب صفحات الأيام في حياتك..!

بيسرها.. وعسرها.. حلوها.. ومرها.. الآمال فيها.. والطموحات.. النجاحات.. والعثرات.. في مسيرتك الدنيوية.

عن العصامية.. والكفاح من أجل إثبات أنك أنت.. أنت(!!)

- هذا هو (الإنسان) الذي أحببته وعشت معه طوال عمري وعمره المديد بإذن الله..

إنه (محمد العجيان) الإنسان الذي مهما كتبت عنه.. أو له.. أعجز عن إعطائه النزر القليل مما يجب أن يكتب عنه..

- أبو خالد.. شهادتي - أنا بالذات - تكون فيه.. وعنه.. كما يقولون (مجروحة) لأنني أعتبره أنا.. وأعتبر أنني هو.. وباختصار شديد.. أكتب بإيجاز عن مقاطع من حياته وسيرته معي تصلح كعناوين لرواية ذاتية..

- تجاورنا نزلا منذ نعومة أظافرنا.. وتصادقنا في طفولتنا.. ثم تزاملنا دراسياً.. وعملنا في مهنة واحدة.

مهنة العمل الإعلامي المتعب كهواة.. ثم تشاركنا في مغامرات صحفية عسيرة ووعرة المشاكل عندما كان العمل الصحفي كالنحت في الصخر..

من الذكريات الجميلة في أيام الطفولة والصبا مع أبي (خالد) التنافس المستمر في هواية واحدة تجمعنا.. وتفرقنا أيضا(!!)

في القراءة.. والكتابة في طفولتنا كنا نسعى لشراء مجلات الأطفال مثل (علي بابا).. و(سندباد).. و(سمير).. بالإضافة إلى كتب الصغار مثل مجموعة المكتبة الخضراء ل (كامل الكيلاني).. وأرسين لوبين (اللص الظريف).. ومجموعة قصص أجاتا كريستي وغيرها من القصص والروايات المترجمة التي تصدر من مصر ولبنان.

وكبرنا وكبرت اهتماماتنا وولعنا بالقراءة إلى أن حرصنا على اقتناء أمهات الكتب العربية مرورا ب(ألف ليلة وليلة).. وسيف بن ذي يزن.. عنترة بن شداد.. والزير سالم (أبو ليلى المهلهل).. والأغاني للأصفهاني وغيرها كثير.

وأثناءها في مرحلة النشأة الأولى فكرت بإصدار مجلة للأطفال مستغلاً قدراتي الشخصية وولعي بالرسم والخط.. حيث أصدرت العدد الأول - بخط اليد طبعاً - على ورق (كشكول) تحت اسم (سيد) مقلدا ل.. سمير.. وسندباد في ذلك الحين. وأذكر أن الأخ محمد استطاع في وقت قصير إصدار مجلة مشابهة..!

واستمرت مسيرتنا وتطورت إلى أن استقرت المنافسة إلى إصدار الصحف الحائطية في المعهد العلمي بالرياض، فأصدر مع الزملاء في فصله صحيفة (الثقافة) وأصدرت (النور)..!

وكانت الصحافة الحائطية المعهدية معلماً من معالم الإعلام بل إنها - في رأيي- اللبنة القوية التي أرست العمل الصحفي هنا.. فكم أخرجت من رجال الصحافة والإعلام الذين قادوا مسيرة الوعي الشامل الذي استطاع الوقوف موقفاً مشرفاً بل إن الإعلام والصحافة السعودية أزاحا من أمامهما من سبقونا في العلم والتعلم في هذا المجال، وكانت ظروفهم أفضل بكثير مما كنا عليه..

ولعل الأستاذ محمد العجيان يعتبر أحد الرواد في مجال النشر بالذات.. حيث سبق الجميع إلى إصدارات مختلفة بعد تفرغه من العمل بالصحف المحلية التي أدارها تحريرا مثل صحيفة (الرياض) ومجلة (اليمامة) أو التي ترأس تحريرها مثل صحيفة (اليوم) وصحيفة (العصر).

ولقد عمل على تطوير وتحديث كل الصحف التي مر عليها بجهد ومثابرة وإخلاص ما بعده إخلاص. وبعد هذه المرحلة من عمره الصحفي أصدر من خلال مؤسسته الإعلامية (نبراس الوكالة الأهلية للإعلام) العديد من الكتب الإعلامية الشاملة والخاصة عن المملكة.. وكذلك (المحيط السعودي) وهو عبارة عن سجل منظم عن الأحداث والمعلومات الشهرية. وأيضا نشرة اقتصادية هي الأولى من نوعها بالمملكة تحت اسم (أنباء الساعة).. وكلها

توقفت لظروف الأستاذ العجيان الصحية.

ونأمل من الله العلي القدير أن يمن على أبي (خالد) بالصحة والعافية. وبإذن الله البركة في أبنائه الكرام في ذلك السياق وتحقيق الكثير من النجاح.

والحمد لله أولا وأخيراً على ذلك.

* رئيس مجموعة دار الجسر الإعلامية للطباعة والنشر والتوزيع والدعاية والإعلان الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة