Culture Magazine Monday  29/12/2008 G Issue 264
تشكيل
الأثنين 1 ,محرم 1430   العدد  264
 
وميض
بينالي الخرافي
عبدالرحمن السليمان

 

هذه مناسبة هامة مثل أخريات تنظمها وتشرف عليها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، شهدها مقر الجمعية الشهر الفائت بحضور عربي متنوع؛ بعضه من داخل الكويت والبعض الآخر من داخل المملكة العربية السعودية، والقصد هو أن الجمعية دعت فنانين عربا مقيمين في الكويت أو المملكة من بينهم عوض أبو صلاح (سوداني) وعبدالعزيز بوبي عشر(صومالي) وصادق غالب(يمني) ومثل هذه المناسبة(بينالي الخرافي الدولي للفن العربي المعاصر) دعوة حقيقة للقاء وللحوار وللاستفادة مع انه ليس هناك اختيار صارم للاسماء فالتنوع سمة المناسبة لذا فاننا سنجد اعمارا وتجارب مختلفة بينها المتواضع احيانا، لعل المناسبة هذه المرة انفتحت أكثر من سابقتها على الكويت نفسها فازداد العدد وازدادت الجوائز الممنوحه حيث وصلت النصف بينما الدورة السابقة كانت جائزة واحدة.

والبينالي كما يبدو لي احياء لدور تشكيلي تبنته الكويت ومن خلال جمعيتها منذ الستينات عندما نظمت معرض الكويت للفنانين التشكيليين العرب وتقيمه كل عامين وتقيم خلاله بعض الفعاليات خاصة المحاضرات وزيارات مراسم أو مراكز فنية، وكنت حضرت المناسبة منذ الثمانينات فوجدت حضورا كبيرا لاسماء عربية بعضها هام، مثالها فاتح مدرس واسماعيل فتاح الترك واسماعيل الشيخلي والهادي التركي وغيرهم.

لجنة تحكيم المسابقة هذا العام تكونت من د.محمد عبدالمجيد فضل(سوداني مقيم في المملكة) وعلي المحميد(البحرين) ونيبال بكفلوني (سوريا) ومع ما تحدثه الجوائز الممنوحة من حديث واختلاف وغيره الا انه بالمقابل كانت هناك اراء تختلف كثيرا في منح الجوائز ومع ذلك فان للجنة اسرارها وما تراه وما يمكن ان تجامل به ايضا. وذهبت جوائز هذه الدورة (الثالثة) إلى (محمد القهوي من البحرين، محمد العامري من الاردن، سنان حسين من العراق، ناصر نعسان الآغا من سورية، مريم الزدجالي من سلطنة عمان، خالد الشطي، عبدالحميد اسماعيل، فواز الدويش، سعد البلوشي وفهد المسباح من (الكويت). المعرض بشكل عام متوسط المستوى حتى بعض الفنانين المعروفين لم يقدموا ما كان متوقعا منهم خاصة ان هناك جوائز فهل كانوا يستسهلون ذلك أم انهم كانوا يريدون حضورا فقط؟؟ حضور للفنان التونسي والليبي والاردني والجزائري والسوري والمصري ومن دول مجلس التعاون الخليجي والعراقي المقيم خارج العراق ويختار المنظمون عادة فنانا واحدا من كل دولة، لكن كانت هناك استثناءات، وكانت اللوحات هي الاكثر حضورا في المعرض اذا استثنينا اعمال محمد احمد ابراهيم من الامارات وكانت في الواقع تستحق جائزة واعمال الخزف المركب لفواز الدويش وعلي القلاف، وتبدي أعمال الرسم والتصوير مستويات متباينة وبالتالي كان التوزيع ذكيا بحيث اشملت القاعة الامامية باعمال ذات مستوى اعلى وتليها القاعة الاخرى فالقاعة الداخلية التي تضمنت اعمال الفنانين الكويتيين، وبعض الفنانين الآخرين.

اتجهت معظم اعمال المعرض إلى التجريب والتجريد وكان الواقعي او المماثل بينها قليل والاعمال التجريدية هي الاخرى تنوعت بين من تتضمن وحدات وعناصر كتابية او تراثية ذات اثر واضح او مجردة كما كانت اعمال العامري وهاني زعرب ومحمد عتيق وخالد الشطي وعبدالكريم العنزي وعبدالرضا كمال وعبدالرسول سلمان وغيرهم، على اننا في عدد من الاعمال امام اتجاه انساني تمثل عند( هبه الكندري و ابراهيم افوكاتو وابوصلاح وعبر حامد والين خبازي وناصر الاغا وعصام درويش وهاني مظهر ومنجي معتوق) وغيرهم البينالي مناسبة هامة تسهم في تواصل الفنانين العرب اذا اعتبرنا التنويع الواضح في المشاركين أو لجان التحكيم ولاشك انها مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية ابتداء برئيسها الفنان عبدالرسول سلمان وزملائه اعضاء الجمعية ومعظمهم من الشباب الذي تتاح له المشاركة في المعرض تسد فراغا كبيرا وتعيد بعض الحيوية بالاضافة إلى مناسبات أخرى مثل مهرجان الكويت للابداع التشكيلي 2007 وملتقى النحت الدولي المعاصر2006 ومهرجان الابداع الخليجي2008 وغيرها من لقاءات تضفي الكثير من الحيوية على النشاط التشكيلي في دولة الكويت خاصة ودول مجلس التعاون الخليجي عامة.

الدمام aalsoliman@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة