لم يكن تكريم (الجزيرة) عبر (الثقافية) للثقافة العربية الكبيرة (غسان تويني) مجرد تكريم استثنائي، بل إنه دليل وعي صحفي ثقافي مهني.. يتجه نحو الريادة والقيادة من حيث شكل وطريقة وتوقيت التكريم.

يشار إلى أن عددي غسان تويني.. لاقيا أصداءً واسعة على امتداد صحافة الوطن العربي. وبعد اطلاع الأستاذ ادمون صعب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة النهار، بعث الرسالة التالية:

الزميل الأخ عبد الكريم العفنان المحترم

بعد التحية،

أود أن أهنئك على الجهد الذي بذلت لتحقيق أمنية عزيزة على قلوبنا جميعاً، في جعل سيرة عميدنا الأستاذ غسان تويني تختزل قرناً من الزمن.

وقد حققت من خلال المجلة الثقافية، الملحق الخاص بـ(الجزيرة)، أمنية للأستاذ تويني نشدها في الذكرى الخمسين لتأسيس (النهار) وهي إصدار عدد خاص يروي تاريخ لبنان والمنطقة في 50 سنة من خلال (النهار)، وها أنت تنجز تاريخ قرن من خلال سيرة رجل. وإني أود عبرك أن أحيي سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك الذي لولا رعايته ومحبته وأصالته العربية وسمو تقديره للقيم التي يمثلها الأستاذ تويني، لما أُنجز هذا العمل التاريخي الرائع.

وفي اعتقادي أن ما قامت به (الجزيرة) لا مثيل له في تاريخ الصحافة ليس في العالم العربي فحسب، بل وفي العالم. إذ لم يحصل أن صرفت صحيفة سنة ونصف سنة على عمل خاص يتناول شخصاً. وهذا في رأيي دليل على المهنية والرفعة العالية في الأداء الصحافي ونوعيته إضافة إلى الروح القيادية التي تتمتع بها (الجزيرة) في مجتمعها السعودي والعربي. ولقد تجلت الروح القيادية في الاستجابة الواسعة من جانب الشخصيات الـ88 التي ساهمت في الملحق الخاص عن الأستاذ غسان تويني والتي نادراً ما اجتمع مثلها، في جنسياتها ولغاتها وتوزعها الجغرافي على القارات الخمس لايفاء رجل فرد حقه، كما فعلت (الجزيرة) بدعوة هذا الحشد من الشخصيات إلى هذه الوليمة الفكرية الرائعة. فشكراً وألف شكر إلى كل من أسهم في إخراج هذا العدد من المجلة الثقافية إلى الوجود وأخص، إلى رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك، مدير التحرير الثقافي في (الجزيرة) الدكتور إبراهيم عبد الرحمن التركي، والفنان يوسف عبدلكي صديق (النهار).