Culture Magazine Thursday  01/04/2010 G Issue 304
أقواس
الخميس 16 ,ربيع الثاني 1431   العدد  304
 
لا اعتذار عن الحبّ
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي

كنا صبية ندرج إلى الشباب ونعنى بالمختلف بعدما مللنا المؤتلف في بيئة تظل سماتها تقليدية الثقافة التي أدركنا -ربما متأخرين- دورها المفصلي في التكوين، وأسف بعضنا بعدما لات مندم، وأغرانا أن نقرأ شاباً من مخرجات المؤسسة التعليمية المحافظة وهو يكتب نظراته اللاهية، ونوشك نسمع "نواح القميري" ثم يأخذنا الجدل، من كنا فيروزيين ومن كانوا نجاتيين، ونقر أننا نلوذ بالصمت أمامهم ؛ فحجتهم براهينُ شائقة، وحجتنا مجرد ذائقة.

تساءلنا عن هذا الذي علمه «وردزوورث» وما عهدنا مثله في المؤسسة التعليمية الدينية التي انتمى إليها واختلف معها ولقب نفسه بالظاهري تمييزاً له عن مدركاتها، وبتنا نفتش في القاموس عن براجمه، وفي الأطالس عن كَفْره، وفي الرياض عن دارة داوود، وفي القاهرة عن غاردن سيتي، وفي الزمن عن نظرائه؛ ففزنا بالأقل، وأعيانا أن نجد مثله؛ من يقنعك ويمتعك، ويتعدد ولا يتمرد، ويأنس بأنين وحنين ولا ينسى «العلق والتين».

في العدد الخاص من الثقافية الذي أصدرناه عنه قبل أكثر من عام سميناه العلماء، وسماه غيرنا العلامة والموسوعي وخزان المعلومات، وعلمنا أنه صاحب المؤلفات المئة، لكننا قبل هذا وبعده سنذكر الإنسان فيه: كرماً ولطفاً وتواضعاً.

في مبتدأ عمل صاحبكم الصحفي قبل ربع قرن، وليس له حينها اسم ولا رسم، زاره في منزله لحوار في صفحته (قراءة في مكتبة)، وفي حين يبخل بعض كبارنا بالماء للمحرر والمصور فإن أبا عبدالرحمن فاجأه ورفيقه "فتحي كالي" بمائدة طويلة ملأى ليس عليها سوى ثلاثتهم، ولم يعجب بعدما اقترب قليلاً من دائرته فقد عرف أن كرم نفسه قد تعدى ناسه، وشملت رعايته أطفال مخدوميه وجيران مجاوريه.

لا اعتذار عن الحبّ الذي يجمع جيلنا بأبي عبدالرحمن؛ فقد قرأناه ووعيناه، وامتزجت في تكويننا ذرات متفاعلة من التلمذة والإعجاب، غير أنه -رعاه الله- أنام في ذواتنا التفاؤل وأيقظ التضاؤل؛ ففي حضرته نُعجب به ونعجب منه، ونجدنا في عي أمام متكلم، ولن نسأله عن خلطته السرية التي صيرته كبيراً؛ فهي فضل الله عليه نتاج عزمه وحزمه، وكده وجده، وصفاء ذهنه ووعي حافظته، وأنى لنا بعض هذا؟.

حفظ الله شيخنا وأمده بعونه، وشكراً لنادي الرياض، وهنيئاً به للرياض.

مداخلة في ليلة أبي عبدالرحمن بن عقيل التي نظمها نادي الرياض الأدبي عقدها في مركز الملك فهد الثقافي.

الرياض ibrturkia@gmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة