Culture Magazine Thursday  01/04/2010 G Issue 304
تشكيل
الخميس 16 ,ربيع الثاني 1431   العدد  304
 
الحرف غيمة
لماذا؟
د. مها السنان

يعيش المجتمع (الفني التشكيلي) مثله مثل أي مجتمع مهني آخر حالات من ما يسمى (الشللية) أو التشاحن وربما تصل إلى نوع من العداوة لدى البعض، لم أكن لأصدق الدرجة التي قد تصل إليها هذه المشاكل لولا ما يصلني من مكالمات أو رسائل عبر البريد الالكتروني، أنصدم منها أحيانا، وأحيانا أخرى قد لا أكترث خصوصا إذا كانت القضية شخصية بين فنان وآخر أو تشكيلية وأخرى، ولا تتعلق بالمجتمع التشكيلي ككل، كما أن نسبة من تلك المشاكل قائم على الغيرة أو معلومة تم نقلها بطريقة خاطئة أو بسبب عدم التواصل كلياً، بل إن كثيراً من تلك المشاكل لو بحثنا فيها لا نجد لها أساساً سليماً أبداً.

فهذا يعتقد أنه أولى من ذاك في المشاركة في ذلك المعرض، وتلك ربما تحاول أن تحارب الأخرى لأنها استطاعت أن تبيع أعمالها بسعر مرتفع أو لأنها فقط استطاعت أن تبيع بينما لم تستطع الأخرى، بينما قد يختلف اثنان لأن ذاك يتم نشر أخبار عن نشاطه التشكيلي أكثر من الآخر.... الخ من المشاكل التي تستهلك الوقت والصحة و(الحسنات) ولا تدل للأسف إلا على فراغ فكري وسطحية في التعامل مع هذا المجال والموهبة الإبداعية.

أعتقد أن الجميع يتفق أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، كما أن التنوع الفكري والطرح في الأساليب والاتجاهات الفنية أمر صحي، بينما انحياز البعض لأسلوب دون آخر أيضا أمر مقبول بل مطلوب لنمو الحراك التشكيلي، ولكن حين يكون الخلاف القائم خلافاً شخصياً أكثر منه مهنياً هنا تكمن المصيبة.

فرسالة الفن هي القضية الإنسانية بكل أبعادها، ومتى ما تناسينا هذا الموضوع وتم التركيز على التشاحن والتطاحن واستهلاك الطاقة في قضايا وأمور لا تمت للفن بصلة مباشرة كونها نابعة غالباً إما من غيرة أو جهل أو عدم اطلاع أو غيره من الأسباب التي لا تخدم الفنون البصرية ولا الرسالة السامية التي يحملها. لذا أعتقد أن من واجب الفنان في منتجه الإبداعي عرض الإشكاليات الإنسانية ومناقشة القضايا الحياتية وطرح التساؤلات وربما الحلول، لا قضايا شخصية تحيد بفكرة عن جوهر ممارسة الفنون، فلو تفرغ هؤلاء لعملهم الفني وممارسته باستمرار لأصبحوا في موضع ربما يحسدهم عليه الآخرون، فهناك الناجح وهناك أعداء النجاح، فاختر أي الفريقين تريد أن تكون؟

msenan@yahoo.com الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة