Culture Magazine Thursday  04/11/2010 G Issue 322
فضاءات
الخميس 27 ,ذو القعدة 1431   العدد  322
 
كلمات
نداء المجهول
محمد بن أحمد الشدي

دائماً يتكرر هذا السؤال لماذا يهرب الكاتب من الواقع إلى الخيال ومن الصدق إلى الزيف ومن المحسوس القريب إلى الوهم البعيد!

- أذكر أنني في بداية عملي الصحفي كتبت كما كتب غيري عن قصة نداء المجهول.. التي كتبها القاص المصري المشهور محمود تيمور وهو أحد رواد القصة في العالم العربي لا في مصر فحسب وكان المأخذ على محمود تيمور في قصته تلك هو أن القصة تصور الريف الشامي بطريقة لا تدل على أن كاتبها قد سبر أغوار ذلك الريف بما فيه الكفاية فظهرت عدة ثغرات في القصة هبطت بمستواها بينما أبدع وبرز الكاتب حين كتب عن المدينة التي عاش فيها وعرف جميع دقائقها وجوانبها وأذكر أن هذه الملاحظة قد جذبت يومها انتباه النقاد عندنا أمثال الإخوان إبراهيم الناصر وعبدالعزيز العبدالله التويجري وفي مصر رجاء النقاش ومحمد مندور فكتبوا حولها لمدة طويلة.

- وفي أيامنا هذه طغى الأسلوب الخيالي فرأينا أحد الصحفيين المشهورين يكتب عن بلاد لم يزرها وعن شعوب لم يرها، وإنما اعتمد على ما قرأ أو سمع عن تلك البلدان فجاءت كتاباته عن رحلاته فقيرة إلى المعلومات يعوزها الصدق والموضوعية.

- كيف نردع هؤلاء: لقد لاحظنا زيادة عدد الوصوليين في مجتمعنا الذين همهم الوحيد أن يصلوا إلى أهدافهم الذاتية ولو على رقاب الآخرين وجهدهم ولا يتورعون أن يستعملوا كل الأساليب الملتوية في سبيل ذلك.. بل إن الكثير منهم يتمنى أن يجلس مكان سيد نعمته!

- والوصولية سلوك أعوج وسلاح رخيص يستعمله ضعاف النفوس غير الواثقين من أنفسهم وكفاءتهم ومع خيبتهم وفشلهم فهم قادرون على إتقان فن التزلف والنفاق لرؤسائهم ولكنهم لحسن الحظ لا ينجحون دائماً في المضي في هذا الطريق لأن حبل الكذب قصير ولأن هناك كثيراً من الرؤساء يأنفون من الانحدار ومماشاة هؤلاء الوصوليين والاهتمام بأقوالهم وأفعالهم ومظاهرهم الحربائية.

- والغريب أن الوصولي إذا لم يحقق أهدافه عن طريق مخاتلة الرئيس فإنه ينقلب عليه في النهاية ويصبح همه الوحيد تشويه سمعة رئيسه أو صديقه بأي ثمن وبأية وسيلة.

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة