Culture Magazine Thursday  18/03/2010 G Issue 302
فضاءات
الخميس 2 ,ربيع الثاني 1431   العدد  302
 
يوميات:
مياه كثيرة ستجري تحت الجسور..!
محمد بن أحمد الشدي

الله يجازيك بالخير يا أخ علي بن خالد فقد فتحت شهيتي لكتابة (اليوميات) التي كدت أنساها وجعلتني أحمل قلمي معي في كل مكان لأدون كل شاردة وواردة حتى رسالتك الشفوية التي تؤكد صلتنا القوية التي تربطنا مواطنة وزمالة في هم الكلمة الصادقة وهي الصلة الباقية في هذه الحياة، أما ما عداها فهو ذاهب.!

السبت:

لقد ذكرتني بيوميات الصحف في أيام قد مضت كنا نشارك في مثل هذا الباب من ينجح وتتاح له الفرصة أن يطل على القارئ من هذه النافذة أو الهامشة المهمة (اليوميات) يعتبر محظوظاً وقد وصل في دنيا الكتابة مع كتّاب الهوامش المهيمين، وأذكر يوميات جريدة الرياض الغراء لقد شاركت فيها أيام رئاسة الأستاذ عمران محمد العمران لتحريرها وجريدة المدينة أثناء عملي مع الأستاذ هشام حافظ -رحمه الله- وأسبوعيات صحيفة اليمامة أثناء إدارة تحريرها من قبل الأستاذ سعد البواردي وكانت تنشر على الصفحة الأخيرة بحجمها المتوسط، ثم لا ننسي يوميات جريدة الأخبار المصرية وكتّابها من المشاهير: أحمد بهاء الدين ومصطفى محمود وعلي أمين وغيرهم من كتّاب مصر، وهناك أسبوعيات الأخيرة في أخبار اليوم الأسبوعية الباقية من الصحف العربية، وعندما سألت الأستاذ أحمد بهاء الدين قائلاً له أسبوعية وباقية قال لأنها أخبار اليوم فهي متفردة بأسلوبها ثم لها نصف مليون قارئ.

الأحد:

مضى الوقت الجميل الذي كنا نبحث فيه عن أحسن مكان يجتمع فيه الأصدقاء وزملاء المهنة من الصحفيين في أي مدينة من بلادنا، في جدة مثلاً كان مقهى كيلو عشرة طريق مكة كانت وجبة الدجاج المشوي هي أكلتنا المفضلة في تلك الأيام مع الدكتور عبدالله المناع، وكان يومها طبيباً ومحمد صلاح الدين وعلي الشدي ود. عبده هاشم وكان أكل تلك الأيام صحياً والانفس أيضاً في صحة جيدة قبل أن تنخر فيها المظاهر وحب الذات، ثم تحولنا إلى فنادق جدة الأنيقة وتركنا المقاهي وأخذ يشاركنا عدد من الإخوان الأعزاء أمثال الأستاذ الكبير محمد حسن زيدان -رحمه الله- والأستاذ عبدالله الماجد والأستاذ ناصر بن جريد والأستاذ علوي الصافي والأستاذ علي الحسون.

الاثنين:

في مثل هذا اليوم أتذكر الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- لأنه وعلى طول مده عملي معه كان قد خصص ساعة من دوامه اليومي من الواحدة ظهراً وحتى الثانية، وكان الأمير يسميها ساعة الثقافة حتى عند سفره خارج المملكة كنت أذهب إليه بأوراقي لأنجزها نظراً لارتباط هذا العمل الثقافي الهام بسموه وهو الذي حبذ هذا العمل، يقول إن هذا الجهاز الثقافي هام ولابد أن يرتبط برئيس العمل مباشرة.. رحم الله فيصل فقد كان لشخصيته تأثير كبير على من يعمل معه عملاً وإنسانياً، لذا فلا يأتي هذا اليوم إلا وأتذكر مؤسس أجهزة الثقافة في هذه البلاد الكريمة، هذه الأجهزة التي أتمنى لها كل توفيق وتطور وارتقاء بعيداً عن التعثر أو التراجع -لاسمح الله-، وقد فكر رحمه الله في وقت مبكر في تحويل الأجهزة الثقافية الجمعيات والأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية.

الثلاثاء:

أخذنا على عاتقنا نحن صحفيي جيل الطفرة وما قبلها قليلاً وما بعدها أن نحاول تعديل المعوج في المجتمع حتى أن أحدهم أقدم في ذلك الوقت على كتابه لوحة لفندق باللغة الإنجليزية باسم غير مناسب فاقمنا الدنيا عليه، لذا سأحاول تجربة هذا الطريق أي التطرق للمعتدل والمايل في مجتمعنا وعلى طريقة أستاذنا عبدالكريم الجهيمان بلذعات بسطية لاتدمي وتعالج الأدران لن ندخل في لغوصة أخونا عبدالله خياط الصحفية الشهيرة بشكل كامل ولكن عند الضرورة فلربما أرغمنا البعض عليها في هذه الأيام ممن نفخ الشيطان في خياشيمهم وجحدوا نعمة الله عليهم والعياذ بالله.

الأربعاء:

أخي: ع - ب- حفر الباطن لك مني المودة الصادقة وقد ذكرتني بالكتابات زمان عندما كتبت بكل صراحة عن ناديك -وريعك- وتعليل ما فعله أولئك على طرف لساني ولكن في فمي ما سوف يزول يوم أن نسلك سبيل الحقيقة بعيداً عن المزايدات وعلك الكلمات ولنبتعد عن الشللية الجديدة التي أخذت تعشعش في أرواحنا واستعمال المسابقات وإسقاط الورقات على حد تعبير واحد من أهم المثقفين في بلادنا.

وقد شاهد إحدى اللعب والتي صنعت وصممت خصيصاً لإيصال الأحباب وبعض الزملاء إلى مجلسه هكذا أحببناك فقربناك وسلمنا لك شركتنا.. أخي أفعل ما بدا لك اليوم ولكن لا نيأس سوف تجري من تحت الجسور مياه كثيرة تجرف كل ما هو في غير صالح هذا الوطن وأهله وقد سبقهم الكثير، أمم تلو أختها.

الخميس:

تذكرت أيامنا الخوالي وقلت: في نفسي ذهب ذلك الزمان الذي كان نعد العدة فيه للإجازة والتمتع بها ونسعى إلى جلب الكتب للتزود بالثقافات المختلفة دخلت الأوقات على بعضها ولم يعد في مقدور أحد أن يتحكم في وقته إلا القليل وأصبحت أحداث الأيام والدنيا من حولنا هي المسيطرة على الإنسان ووقته وكلنا نعرف أن الوقت كالسيف إن لم نقطعه قطعك!.

بل صرت تلهث وتخاف من ظلك ومن الدنيا وحتى صديقك الذي تمالحت وتسامرت معه أياماً وليالي، يا الله كيف تتغير النفوس! ونغشاها النظرات الضيقة التي لا تخدم الفرد ولا الأمة!!

الجمعة:

دائماً يأتي هذا اليوم وينقلني إلى روحانية الحرم المكي الشريف وأتمنى من كل قلبي أن أصلي كل يوم جمعة فيه أمام الكعبة فلا يعرف هذا الشوق الدائم إلا من تنسم هواء ذلك البلد الذي يدخل تحت جلدك وفي شغاف قلبك وهو يهدهد فؤادك بشيء لا يعرفه إلا من أحس بحلاوته، ليتني أصلى هناك قبل رمضان وفي رمضان يا الله كم هو رائع ذلك الجو الذي تعيشه وأنت داخل هذه البقعة المباركة!.

أريد أن أغسل روحي من أدران الحياة وأهلها من التعساء الذين ظلموا وأظلموا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أريد أن أعب وأسقي روحي من ماء زمزم ودفق الإيمان الصافي يا ليت ذلك يكون!!.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة