Culture Magazine Thursday  18/03/2010 G Issue 302
الثالثة
الخميس 2 ,ربيع الثاني 1431   العدد  302
 
إمضاء
الصامتة

** تعلمنا من الوسط الثقافي والإعلامي أن هوامشه تضيء بما لا يضيء متنه، ومن يراقب من الشاطئ يؤمن أن خوض غماره غير مأمون العواقب، ووعينا شبابا، ثم صدقنا كهولا أن هذا الوسط مليء بمن يقولون ثم يجهلون ويتجاهلون؛ فيكفيهم أن يلمعوا في التنظير، وما عناهم أن يعتموا في الممارسة.

** قاعدة لها شواذها؛ فربما غفلنا عن أسماء أدمنت الظل فأدمنا نسيانها، وتعلقنا ببريق أُخَرَ أعشانا سرابها، وسكنَنَا - بدهشة المبتلى - نجوم يتنقلون من شاشة لمحفل، ومن رواية لغواية؛ فبات صغار كبارا، ونأى كبار فحسبناهم صغارا.

هكذا يحكي المشهد عن ذاته، ولو تصدى راو لرواية واقعية لوجد في متناقضات الواقع ما يمتلئ بالوقائع، دون أن نعدم نماذج جميلة آمنت بأهدافها؛ فسعت ووعت، وما ضارها ألا تشعل لها الشموع؛ ففي الإنجاز ما يكفيه الإيجاز، وقد جاءت الندوة الدولية لمناهج اللغة والأدب التي رعتها جامعة الملك سعود لنستعيد أكاديمية وباحثة وإدارية من تحيز الصمت الذي عاشته وعايشته؛ مكتفية بمؤلفاتها وطالباتها ومحاضراتها العامة؛ فعرفنا من الندوة أنها - فوق ذلك - قائدة فريق عمل - على مدى أشهر - لتنظيم محفل علمي كبير بأسماء بارزة من داخل الوطن وخارجه.

** قيل من خلف السدم: إن الأستاذة الدكتورة نورة صالح الشملان كانت صارمة في مرحلة الإعداد للندوة؛ فلم ترض - وهي الهادئة - أن تهادن على حسب العلم، واختطت - مع فريق العمل - منهجا حازما في تحكيم أوراق وبحوث الندوة؛ فرفضت ما رفضه المحكمون، بل استبعدت أوراقا حصلت على تقدير «متوسط». ويروى - كذلك - أنه قد عتب عليها بعضهم، وغضب بعضهم، وبدت الندوة خلوا من أسماء تنتقل بين منصات وصالات لم يعهد منها التدقيق والتوثيق والتحكيم المنهجي الحاسم.

** نقطة إيجابية تحسب لرئيسة الندوة التي وجدت، وربما كوَّنت، مجموعة عمل متفاهمة متناغمة، وعقدت الندوة فنجحت بالمقاييس العلمية، واعتورها شيء من القصور في جوانبها الإعلامية؛ إذ انحشرت بين معرض الكتاب وجائزة الملك فيصل والجنادرية، وفاتت متابعتها على كثير من القراء، لكن عزاء الندوة وعزاءهم أن الندوة مسجلة، وبحوثها منسوخة؛ فلعله يتأتى لها من يجمعها بين دفتي كتاب يتاح للمتخصصين.

** نورة بنت صالح الشملان (1368هـ - عنيزة) تحمل درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الأدب العربي من جامعتي الملك سعود والإمام، ولها حوالي عشرة كتب وعدد من الأبحاث، ربما كانت مظلتها التراثية أبرز ملامحها؛ إذ نقرأ معها أبا ذؤيب الهذلي والبحتري والشريف الرضي والمتنبي وأبا تمام، ولها محاضرات متناثرة حول الإبداع النسوي: الشعري والسردي السعودي، مثلما لها اهتمامات مجتمعية فكانت - وما زالت - عنصرا فاعلا في أنشطة الجمعيات الخيرية، ليس في الرياض فقط بل خارجها، وقد ألَّفت كتابا عن الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وهي مساهمة في مركزها المتفرع عن الجمعية الخيرية الصالحية في عنيزة.

** نالت عددا من الجوائز والأوسمة، لعل من أبرزها أن سميت أفضل سيدة عربية في مجال التعليم من المؤتمر السابع للقيادات النسوية في دبي عام 2005م، كما شغلت مناصب مهمة في الجامعة والجمعيات التي انتسبت إليها. وأم باسل تعيش ما يبقى لها من وقت يومي بجانب رجل الإدارة والاقتصاد والتعليم الوزير الإنسان الذي افتقدناه في العمل الرسمي والمؤسسي الدكتور سليمان بن عبدالعزيز السليم؛ فقد كوَّنا أسرة جميلة كما هما، وحسبهما أن يلقيا رضا الله وثناء عباد الله.

** الأضواء تنحسر ولا تنطفئ.

ibrturkia@gmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة