Culture Magazine Thursday  23/12/2010 G Issue 326
فضاءات
الخميس 17 ,محرم 1432   العدد  326
 
بريد القلب
رسائل لا تُرسل
خالد البسام

قرأتُ عن امرأة أمريكية تتصل يومياً بالمشرحة فور خروج زوجها من المنزل لتسأل عن جثة بمواصفات الزوج؛ لأن عقلها الباطن يريد التخلص من حضوره الفعلي وتحويله إلى شبح أو طيف بعيد.

يا لطيف.. يا لطيف.. هل وصلت المواصيل إلى المشرحة؟ بصراحة أُصبت بالرعب، لكن مهنتي أجبرتني على التكملة والقراءة أكثر.

فقد وقع في يدي كتاب طريف اسمه طويل يقول «لماذا تكتب النساء رسائل أقل من الذي يكتبنه؟».

استناداً إلى الكتاب الذي ألّفه عالم نفساني أمريكي مشهور هو «داريان ليدر» فإن المرأة تكتب أحياناً لنفسها، ولكن يا ليت الموضوع بهذه السهولة.

فالعالِم يتحدث عن المرأة العاشقة التي وُجد إنها تحب الشبح الذي خلف الرجل، وليس الرجل ذاته؛ وذلك لأن النساء يعشقن الغموض والإثارة، ويفضلن الارتباط وإقامة علاقة مع رجل غامض وغير مفهوم!

وهكذا فالمؤلف يجد أنه ليس غريباً حسب تحليله أن تقع المرأة في حب الرجل الممل والضائع والقلق والعادي الذي لا يلفت الانتباه؛ فهو من وجهة نظرها أسهل قيادة ويمكن التخلص منه كلية والاحتفاظ بشبحه عند الضرورة. والنساء يعشقن الجنود بصفة خاصة لهذا السبب بالذات؛ فالجندي مشروع رجل غائب لا يقلق المرأة، ولا يتدخل في تفاصيل الحياة اليومية، ولا يمنع شريكة حياته من العيش في أحلام يقظتها!

ويبرر كلامه العجيب نوعاً ما ببعض مشاهير النجوم أمثال كلوديا شيفر عارضة الأزياء الألمانية الشهيرة التي تزوجت من ساحر لإثبات عشق النساء للغموض! وأكثر من ذلك فالمرأة تنجح في كتابة الروايات البوليسية أكثر من الرجل؛ لأن خيالها يعمل دائماً في منطقة مسورة بالأسرار والألغاز.

وإذا كان الغموض يلازم المرأة طوال حياتها قبل الكِبَر وفي الصغر فإن أسرارها الدفينة لا تفتحها عادة إلا إلى المقربين جداً لها، وأحياناً لا تبوح بها إلا لنفسها وأثناء عزلتها المفضلة.

هناك كثير من الرسائل تُكتب، ولكنها لا تُرسل إلا القليل منها، هكذا هي المرأة!

albassamk@hotmail.com المنامة
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة