Culture Magazine Thursday  01/12/2011 G Issue 354
فضاءات
الخميس 6 ,محرم 1433   العدد  354
 
ذكرياتي.. معهم
عبدالله الحصين
د. حمد الزيد

درس في دار التوحيد بالطائف قبلي بسنوات فلم أعرفه فيها وعمل في الإعلام ثم التعليم وجاءنا كمدير لتعليم منطقة الطائف ورأيته لأول مرة يتغدّى في بيت خالي بالطائف الذي كان ابنه عبد الله يعمل بالتعليم وكان معه ابنه البكر (نبيل) الذي لم يتجاوز وقتها التاسعة أو العاشرة من عمره.

كان الحصين أنيقاً قصير القامة يبدو ذكياً في المراوغة والمداورة في إدارته كما كان قارئاً للأدب ومحباً له وكاتباً في الصحافة المحلية، وتقدمي النزعة حين تزوج من بيت (الخياط) معلنا خروجه من «الغيتو» الأسرى العشائري كما فعلت فيما بعد؟!

كان بيننا ود صامت وقد زارني مرة في الصف وكنت أدرس للمرحلة الثانوية الاجتماعيات في ثانوية ثقيف بالطائف وخجل وهو مدير للتعليم وقتها أن يفتش عليّ أو أن يظهر أمامي بذلك وهذا تقدير منه لأدبي ولعلاقته أيضاً بابن عمي الشاعر إبراهيم الذي يعمل مديراً لأحد أقسام إدارة التعليم بالطائف معه.

زرته مرة أو مرتين في بيته بالطائف وزارني مرة في بيتي بقروى وكان التلفاز في أول ظهوره، فلما دخل علينا عمي (محمد) - رحمه الله- عمد إلى إغلاقه أمام ذهول الضيوف وكان شريحة من المجتمع تكرهه بعيد ظهوره دينياً واجتماعياً، أما السلفيون مثل أبي وأعمامي فكانوا يحرّمونه عندما ظهر! وأصبحوا من محبي متابعته فيما بعد.

ظلت علاقتنا تراوح مكانها مع الإعجاب المشترك بيننا، ولكن لفارق السن والمنصب الرسمي لم تتوثّق بيني وبين هذا الرجل المتميز.. أي علاقة شخصية ولكن كان لشهامته معي مرة فعل السحر في تزكيته لي أمام المسؤولين لكي أذهب مدرساً منتدباً للجزائر عام 1972م؟!

أحببته بعد موقفه هذا وقد علمت به من غيره، ودارت الأيام دورتها فنقل عمله إلى جدة وإلى الرياض ثم بعد تقاعده استوطن جدة ولم أره بعدها.

كتبت عنه وعن كتابه أفكار بلا زمن.. في كتابي «كاتب وكتاب» عام 1989م أما كتابه عن عمر بن أبي ربيعة فلم أطلع عليه. وظل يكتب في جريدة عكاظ بجدة مقالات أسبوعية ذات صبغة إجتماعية - أدبية لعدة سنوات وله أسلوب سلس وثقافته العامة والأدبية مصرية التوجه كجيله وجيلي إلى حد كبير.

قال لي مرة إنه أحب الصحافة والعمل بها وعمل بوزارة الإعلام فترة كمدير للمطبوعات والنشر واستشار والدته الأمية هل يبقى في الإعلام أو في المعارف؟ فقالت له: عد يا ولدي للمدارس فهي أحسن لك؟!

وينحدر الحصين من عائلة معروفة بالوشم بوسط نجد ظهر منها رجال دين وهي عائلة حضرية متعلمة ولكنها قليلة العدد، وتوفي - رحمه الله - قبل سنوات في جدة.

جدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة