Culture Magazine Thursday  06/10/2011 G Issue 349
أوراق
الخميس 8 ,ذو القعدة 1432   العدد  349
 
معجم موازين اللغة
صالح اللحيدان

اللغُّةُ أصلها علم موهوب تُدرك مداركه وحالاته ومراميه بقدرات عالية من الفطنة وسعة الاستيعاب وطول التأني وبعد النظر وسلامة الآلة من كل كدر حساً ومعنى، مثلها مثل علم الحديث خاصة الأسانيد والعلل وطبقات أحوال الرواة والجرح والتعديل وأحوال المتون ما لها وما عليها.

ولهذا في علم اللغة والحديث لا ينفع فيهما الجمع، ومُجرد النقل والاستشهادات والتبجح بكثرة الكتابة وما جرى مجرى هذا لأن مثل هذا يجر إلى الاعتزاز بالنفس وتجهيل الآخر وتسفيهه لأن هذا الصنف من الناس يرى أنه يجدد ويُعلِم ويُنظِّر. وكثير من هذا «النوع» يتلبس بهدوء الطبع والسمت عند اجتماع ما أو مناسبة ما لكنه إذا كتب دل بنفسه وشمخ وشامخ واستمر على الكتابة ولازمها، وهذا.. النوع.. غالباً لا يرد عليه أحد أو ينتقده اللهم إلا في مطولات النقد. ولهذا عبر القرون الطوال يسقط أثر هؤلاء لكن تبقى أسماؤهم بجانب مآثرهم التي كانت سبب بيان الخلل لديهم، خذ مثلاً:

الثعالبي في (خاص الخاص)

ومن المتأخرين/ لويس عوض/ في (فقه اللغة).

ونعود إلى الموهبة نعود إليها كترياق هو أصلها ولبابها ما في ذلك نكير لأنها أصل في الإضافات التأصيلية المقعدة ذات السبق الطردي بنسق وافٍ غير منقوص.

وأجمل ما قيل عن هذا والذي قبله:

1- أجمل القول هو: «من كتب في غير فنه نفاه عقله».

2- «تتبين المواهب بسبق الخلق وحسن الإيراد ودلالة اللغة وجودة النحو».

3- «ليس حماد بن سلمة والنجاري ومسلم بن الحجاج إلا نعمة على العلم والعلماء ألا ترى سيبويه والكسائي كيف نهل الأول من: حماد؟ وكيف نهل الثاني من: ابن زيد(1).

4- «من كثر كتابته دل على نفسه بالتكرار وحب الثناء».

5- «إذا لم يكن حماية للموهوب ضاعت الموهبة».

وحسب نظري ليت «قارئي العزيز» يُلم بعقله لا بقلبه يلم بكتاب: «وحي القلم» للرافعي ومن قبل كتاب «أخلاق العلماء»(2). هناك لعلها تدرك أمور ذات بال يحتاجها الحصيف ولا يستغني عنها طالب العلم(3). وأدلف الآن إلى مفردات هذا المعجم بجهد مقل مع اختصار يلازم غير مخل طاقتي وبذلي وحسبي أنني بوسع قد يقابله ما هو أوسع.

إقلال: من القلة وذلك مصدر(4) وميزانها اللغوي «إفعال» وهو وزن قائم بذاته غير مولد وجاء في الشعر:

«أقل اللوم عاذلي...» والقلة هي الندرة وإن كان بينهما بون بعيد عند وجود القرائن، والإقلال من المشترك اللفظي.

1- فأقل الشيء: أهونه.

2- وأقل الشيء: أضعفه.

3- وأقل: حمل يحمل.

والإقلال بعكسه: الإكثار هكذا وقفت عليه.

وورد في الحكمة ما خاب من ترك خمساً «ترك أقلل».

أ- من ترك ما لا طاقة له به.

ب- أقل الناس ذنباً أوعاهم لنيته(5).

ج- أقل اللوم عن كل ذي حق ضعيف.

د- من أقل الكلام ساد.

هـ- أقل العتب عن ذي سداد.

وهذا غيض من فيض ووجدت عند ابن قتيبة والجاحظ والذهبي شيئاً كثيراً تركته خشية الطول.

بريد الخميس

) سلامة بنت بكر عبابي هوساوي - جدة:

- أقدر لك الملاحظة وحسن الكلام بعقل ولطف وجودة دليل.

) أحمد بن محمد عرباوي الدمرداش - أسيوط - ج.م.ع:

- نعم الإمام (السيوطي) من أسيوط وهو من علماء (مصطلح الحديث).

) محمد. م

) خالد. أ

) عبدالعزيز. ع - جامعة الملك سعود - الرياض:

- يصلكم خطاب موسع عن «لغة جهينة»، والفرق بين قبيلة «هذيل وقريش» في كثير من المفردات مع قرب المجاورة بينهما في الإسلام والجاهلية.

) سعيد القحطاني - خميس مشيط:

- لا أعرف من تسأل عنه.

* * *

الهامش

1- هو الإمام حماد بن زيد شيخ المحدثين.

2- هو كتاب مهم للإمام: «الآجري».

3- علم النقد وبعث الموهبة.

4- المصدر اسم جامد هو أصل المشتقات، وهناك تعاريف له أخرى.

5- صحيح البخاري جزء (1) من ص7 حتى (22) شرح (العيني).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة