Culture Magazine Thursday  09/06/2011 G Issue 345
فضاءات
الخميس 8 ,رجب 1432   العدد  345
 
أقزام المرأة السعودية
إبراهيم ناصر الحميدان
-

اطلعت بإعجاب وتقدير على ما كتبته الأديبة الدكتورة نجاة محمد سعيد الصانع، حيث تناولت بإسهاب المشكلات التي تقف في طريق تقدم المرأة حتى تقوم بواجبها التنموي والثقافي في سبيل تحقيق رسالتها التي تؤمن بها ولا تخرج عن أهداف السياسة الوطنية التي تحقق دفع عجلة الوطن إلى الأمام بواسطة نصف المجتمع المعطل عن الإنتاج.

وقد استغربت أن معالي وزير الثقافة رفض طلباً للمثقفات السعودية عن تأسيس جمعية تضم المثقفات اللاتي وضعن لوائح وغيرها من الطلبات الرسمية المعتادة، مما يجعلهن ينظرن بأمل إلى سعادة وكيل الوزارة الدكتور الحجيلان لينصفهن في هذا الجانب، وأن صدور مجلة أو جريدة باسم إحدى المثقفات هو خطوة إيجابية حتى تمارس المرأة حقوقها كاملة، ومشكلة المرأة في طباعة إنتاجها الفكري وما تلقاه من مشاكل لا يفترق عن زميلها الأديب من حيث الشروط والوقوف بوجه الإنتاج بالمستوى الرفيع الذي يواكب تطورنا الفكري والأبدي بعكس ما لقاه الإنتاج العربي الآخر من ترحيب وعدم أخذ أجور للطباعة بل بالعكس يحصل الأديب على تقدير مادي عن طباعة أعماله، كما أن الأندية الأدبية في بلادنا لا تقدر إنتاج المرأة عن طريق نشره ومنح مكافآت مجزية للمثقفة على هذا الجهد.

إن مستوى إنتاج المثقفة لا يقل عن مستوى إنتاج شقيقها المثقف إنما هناك جهات تضع نصب أعينها التفريق بين الإنتاجين لأسباب معروفة ألا وهو إيقاف تقدم المرأة ببلوغ مكانتها التي تليق بها، ويكفي أن معظم المواضيع التي تنشر في هذه المجلة هي بأقلام النساء وهو تقدير لمستوى ما تقدمه من إنتاج يليق بمكانتها ومستوى ما تقدمه.

إن المرأة السعودية تضع على عاتق وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الجديد الدكتور الحجيلان أن تأخذ مكانتها وتنال حقوقها الضائعة، وإذا ذكرنا جهود المرأة السعودية فلا بد أن نتذكر الدكتورة فوزية أبو خالد التي قادت حقوق المرأة منذ نصف قرن وواجهت العداء من المتربصين لها من رجال الجامعة مع الأسف الشديد حتى أوقفوها عن العمل وطردوها دون أخذ حقوقها المشروعة، ولكنها استمرت في نضالها حتى سافرت إلى أمريكا ونالت درجة الدكتوراة التي تستحقها على رسالتها العلمية المتميزة التي تواكب توجيهات خادم الحرمين الشريفين لنيل حقوقها المشروعة والعنوان الساخر الذي وضعته الكاتبة إنما يدعو بحزم المثقفات السعوديات في شق طريقهن دون وجل أو تردد، والله نسأل لهن التفويق.

-

+ الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة