Culture Magazine Thursday  17/02/2011 G Issue 332
أقواس
الخميس 14 ,ربيع الاول 1432   العدد  332
 
العقلا والعُقَلاء في تعليق على (إمضاء)

إلى العزيز، أبي يزن، الدكتور إبراهيم ابن استاذنا الجليل عبدالرحمن التركي العمرو- حفظكما الله

قرأت إحدى إمضاءاتك التي دونتها في الثقافية المحلقة في فضاءات الإبداع تصف جناحيها في مستوى رفيع. أقول: اطلعت على ما دبجه يراعك النزيه الذي يرتوي من محبرة أصيلة حافظت على طهرها من إغراءات الاستكتاب. أقول: للمرة الثانية أن رسمك ملامح شخصية الأستاذ الدكتور- محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية - للفترة الثانية - وإبحارك في أعماقها تستجلي أصدافها التي تزدان بلؤلها الفضي، بأسلوب يتحاشى الإطراء المصطنع أو اللامبالاة المتكلفة؛ كل ذلك تمثل أنموذجا يحتذى ومزيجا بين الوفاء لمن يستحقه والعتاب لمن يتجاهل هذا الحق. لقد كنا (أنا وأنت وهم) نجتمع في استراحة الشاي على هامش المؤتمر الثاني لجهود المملكة في خدمة المسلمين الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية؛ نتحدث عن هذه الشخصية البانوراما التي تألفت من أطياف بلورية تحولت عقلا مستنيرا يجمع بين عالم في الاقتصاد ومعلم في الشريعة ومدبر إداري، ومخطط مستقبلي جاء من مكة إلى المدينة ليمتطي صهوة جواد الانفتاح والتطوير في هذه الجامعة العريقة غير أن طريقه كان محفوفا بمن لا يفرق بين التطوير والتدمير، ومن يظن الإصلاح سلاحا ضده، ومن يسعى إلى إعادة العجلة إلى الوراء. الجميل أن العقلا نظر إلى الجميع بمحبة ولم يقسم جامعته إلى فسطاطين(مع وضد).لا. بل تساقطت أمامه دمى الرفض، ولوحات التثبيط لينعم الكل بمعاملة واحدة.

ولأن الرأي العام يستمد من شرائح عديدة لا من طبقة واحدة فقد بدت إيجابيات التغيير المتعقل على محيا سائقي الجامعة وموظفي البند بل وعلى الطلاب فقد كانوا يتفانون في خدمة المشاركين في المؤتمر جيئة وذهابا بين النزل والجامعة.وسر سعادتهم أنهم عرفوا حقوقهم فأخلصوا في واجباتهم. كان الصحفيون والإعلاميون يبحثون عن رجل يرتدي عباءة تئن من ثقل إطارها الذهبي، ويجلس على أريكة ولا يكاد يلتفت ويقتصد في حديثه ونظراته فلم يجدوه بل ألفوا رجلا يتنقل من مكان إلى مكان بتواضع جم، يتفقد الضيوف بل رأيته وهو يبحث لطالب مسلم عن مقعد ليتناول طعام الغداء مع المشاركين، كان عفويا، غير مركزي فاستشعر كل فرد مسؤوليته فنجح التنظيم وأفلح المضيف وأفصح الضيف عن امتنانه للجامعة من حارس الأمن إلى فارس العلم وطاقم الإدارة.

أبو طارق، رجل عملي ليس لديه وقت لسماع المديح؛ ولم يتمترس خلف كاونترات التسويف والتصريف، خلع باب الحجاب، قلل من اللجان التي تولد لجانا، وكثف من فرق العمل الميدانية التي تحول المحاضر إلى واقع ملموس. لقد جاء في الوقت المناسب من أجل إمداد الجامعة بعناصر الفتوة والبقاء والتأثير في عصر أصبح البقاء للجامعة الأنفع للناس، الملبية لاحتياجات المجتمع أيا كان هذا المجتمع باعتبار أن الجامعة الإسلامية تستضيف آلاف الطلاب من جميع البقاع الإسلامية.

لا يدرك كنه العقلا إلا العقَلاء، وإني لأستغرب وجود نفر مصطف على الطريق لا يتحرك قيد أنملة ولا يعجبه أن يمر قطار التحديث سريعا، ولكي يشعر بوجوده يرفع شعار الثوابت وهو حق أريد به باطل، فالثوابت ليست جامدة بل متحركة مرنة في إطار الكتاب والسنة، ولا يصح أن نرمي الأحكام جزافا أو أن نبخس المجتهدين العاملين حقهم فالله أمرنا بالعدل فهل يكف أولئك عن التوسل بالأدلة اعتسافا لكي تساير مآربهم؛ فالدين أسمى من تحقيق الأهداف الشخصية. ودعونا نسير في ركب التطوير ترفرف على جوانبه الراية الخضراء والهوية الوطنية التي لا تفرق بين شرق وغرب أو جنوب وشمال، ولا تصنف الناس إلى تصنيفات عقدية وفكرية، ولأبي طارق، وأبي يزن ولكم أزكى تحاياي.

أ. د. عبدالله عبدالرحمن الربيعي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة