Culture Magazine Thursday  17/02/2011 G Issue 332
ترجمات
الخميس 14 ,ربيع الاول 1432   العدد  332
 
لم تحصل على أية جائزة أدبية...
حوار سريع مع الروائية دانييل ستيل التي ألفت 113 رواية وباعت ما يقارب 800 مليون نسخة
ترجمات: حمد العيسى

قبيل أسابيع، اختارت مجلة تايم الأمريكية المرموقة الروائية الأمريكية الشهيرة دانييل ستيل لتكون ضيفة زاوية (عشرة أسئلة) لتجيب عن أسئلة قراء تايم. وهنا ترجمة لتلك المقابلة الجميلة والكاشفة.

تمهيد للمترجم عن دانييل ستيل: روائية أمريكية ولدت عام 1947 في نيويورك. ألفت أكثر من 100 رواية. ومن المعروف أن الروائي الأعظم نجيب محفوظ رحمه الله، ألف حوالي 54 رواية فقط. وبحسب آخر إحصاء أجري عام 2005، فقد باعت روايات ستيل ما يقارب 800 مليون نسخة من كتبها في 28 لغة ما يجعلها ثامن أكثر مؤلف مبيعاً في التاريخ. دخل اسمها كتاب غينيس للأرقام القياسية بعد أن نجحت إحدى رواياتها في البقاء ضمن قائمة البست سيلر لصحيفة «نيويورك تايمز» 381 أسبوعاً متواصلاً. وتم اقتباس 22 من رواياتها للدراما التلفزيونية والسينمائية. أصدرت أول رواية عام 1972 بعنوان «غوينغ هوم». تزوجت لأول مرة عام 1965 وتطلقت عام 1974م. وتلا ذلك أربع زيجات فاشلة أيضاً، حيث تطلقت من زوجها الخامس عام 2002م. أنجبت تسعة أطفال، ولكن ابنها نيكولاس انتحر عام 1997 بعدما كشفت كاتبة صحفية أنه ابن ستيل بالتبني وليس بالنسب، وكان نيكولاس يعاني من اضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder. أصدرت ديوان شعر بعنوان «قصائد حب» وسلسلة كتب للأطفال وكذلك عدة كتب أدبية غير خيالية في السيرة الذاتية. وذكرت ستيل في حوارات أن معظم رواياتها تستغرق منها في المتوسط سنتين ونصف من العمل المتواصل.

وقد اخترنا ترجمة هذا الحوار نظراً لأنه ملهم ويعطي الأمل ويشحذ همم المبدعين والمبدعات على مواصلة العمل والكتابة رغم أية إخفاقات اجتماعية وهل هناك مصيبة، بل مصائب لأي شخص أكثر من انتحار ابن وانهيار خمس زيجات، وعدم الحصول على أية تقدير بعد حياة حافلة بالإنجازات؟! ورغم كل هذا تقول ستييل بعزيمة وإصرار إنها تود أصدر 100 كتاب آخر. فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. وفيما يلي حوار قراء تايم معها:

ما الكتاب المفضّل لك من كتبك؟

- ربما ذلك الذي يتعلق بابني المتوفى والذي بعنوان «هز برايت لايت» (نوره الساطع)، ولكنه كتاب في أدب السيرة وليس رواية. ولكن من حيث الروايات، هناك الكتاب الذي أنهيته للتو وهو «ليغاسي» Legacy وهو عن امرأة من الهنود الحمر من ولاية داكوتا تمتاز بروح شجاعة جداً.

ابني يعاني من اضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder. واعتبر «هز برايت لايت» كتابي المفضّل. هل يمكن أن تتحدثي باسم المرضى النفسيين وتناصري معاناتهم؟

- أنا فعلت ذلك، بطريقة ما، لأنني كتبت كتاباً عن ولادة ورعاية طفل يعاني من اضطراب ثنائي القطب وعن معاناته لإعطاء الأمل للناس. ولكن لست مهتمة حالياً بعمل رحلات داخل جميع أنحاء الولايات المتحدة وإلقاء خطب. لقد اقتطع مرض ابني جزءاً كبيراً من حياتي لسنوات عديدة. وعندما توفي، أتذكّر أنني فكرت وقرَّرت أن أواصل الإبداع وأن لا تتوقف حياتي بسبب ذلك.

هل يوجد في أي من رواياتك سيرة ذاتية لك؟

- أحياناً، ولكن بصورة مغايرة. لا شك أن رواياتي الـ113 قد تسلّل إليها شيء من سيرتي الذاتية. ولكن على الرغم من ذلك، ليس هناك الكثير الذي يعتد به نقل من حياتي إلى كتبي. أمي سألتني نفس السؤال ذات مرة وأجبتها: لو كنت كتبت الكثير عن ذاتي، لكنت في عداد الموتى منذ سنوات!

كأم لتسعة أطفال، كيف توازنين بين الكتابة وشؤون العائلة؟

- تعودت الكتابة في الليل عندما ينامون أو في النهار عندما يكونون في المدرسة، أو كلاهما. ولذلك، لم أكن أنام كثيراً.

هل يزعجك عدم حصولك على جائزة أدبية رسمية؟

- ما يهمني أكثر هو أن تكون كتبي تعني الكثير للقراء. ولا أفكر مطلقاً بالجوائز، بل بما حول ما أكتب وكيفية الوصول إلى قلوب وأفئدة الناس.

كيف يمكنك تجنب الخلط والتداخل بين أحداث رواياتك الكثيرة؟

- أنا أعمل في الغالب على كل رواية على حدة. أواصل عادة من البداية إلى النهاية. ثم أضعها جانباً. لا أستطيع أن أكتب فصلين في رواية ما ثم فصلاً آخر في رواية أخرى. أضطر أحياناً أن أعمل فترات متواصلة طويلة وصلت ذات مرة إلى 22 ساعة لعدة أسابيع حتى أنهي الرواية. أنا لا أذهب للتسوق في المولات (المجمعات التجارية). ولا أضيع وقتي مطلقاً في قراءة وكتابة الرسائل. أنا لا أخرج من البيت، بل أبقى مع الكتاب حتى ينتهي.

هل سبق أن عانيت من «عائق الكاتب» Writer›s Block؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف تغلبت عليه؟

- عانيت منه ذات مرة. وأيضاً مات ابني، وانهار زواجي، ثم توقفت عن الكتابة 14 شهراً. وكنت أخشى أن يستمر توقفي إلى الأبد. ثم كنت في سيارة مع صديقة في لندن وكادت حافلة من طابقين تصدمنا بأقصى سرعة، والسائق لم يسرع لتفادي الحافلة فصرخت بشدة لتنبيه السائق، ولحسن الحظ زاد السائق السرعة وتفادينا الحادث وصدمتنا الحافلة بالكاد من الخلف فقط. واكتشفنا أن سائقنا كان مخموراً. وحدثت لي هزة نفسية سيئة نتج عنها فكرة عظيمة لكتاب، وعدت إلى الفندق فوراً، وبدأت كتابة رواية مرة أخرى.

هل أنت متدينة؟

- نعم، بالتأكيد. هذا يظهر من خلال كتاباتي. بين الحين والآخر، العناوين الدينية تتسلّل (الدعاء المستجاب، النعمة المذهلة، إلخ)، ولكنها أشياء شخصية جداً. يمكن للشخص أن يمر بأوقات عصيبة وصعبة إذا كان غير مؤمن. نعم، الدين ساعدني على النجاح والاستمرار.

ما ردك على الرأي القائل بأن رواياتك تعتبر تجارية Commercial Fiction حيث تعتبر مباشرة جداً وتفتقر للعمق ولا تعيش لمدة طويلة مثل الروايات الأدبية Literary Fiction؟

- أعتقد أن 800 مليون قارئ لكتبي قد يقولون شيئاً مختلفاً. وأعتقد أن ما يُسمى في أمريكا أدب تجاري شعبي يستطيع العيش طويلاً. تشارلز ديكنز يعتبر مثالاً رائعاً. وبالتأكيد شكسبير أكثر أهمية بكثير من أي شيء كتبته وسأكتبه أنا، ولكن عندما أذهب إلى الفراش ليلاً لأنام، وأريد أن أقرأ شيئاً، أنا لا أقرأ لشكسبير، بل أقرأ لكتاب مثلي، وأعتقد أن الناس الآخرين يفعلون كذلك أيضاً.

لقد كتبت أكثر من 100 كتاب. هل تعرفين عدد الكتب التي ترغبين بكتابتها مستقبلاً؟

- ربما 100 أخرى.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة