Culture Magazine Thursday  22/12/2011 G Issue 357
فضاءات
الخميس 27 ,محرم 1433   العدد  357
 
ذكرياتي.. معهم
حسن عبد الله القرشي
د. حمد الزيد

يعتبر هذا الشاعر من أكثر الشعراء السعوديين المعاصرين إنتاجاً.. وأكثرهم حيوية ونشاطاً.. وأشهرهم على المستوى العربي، ولعله الشاعر السعودي الوحيد الذي نشرت له دار العودة في بيروت مجموعته الشعرية الكاملة في مجلدين قبل أكثر من ثلاثين سنة، كما أنه من الشعراء القلائل الذين لا يكتبون شعر المناسبات، ولا يدخل في خصومات أدبية مع أحد، ولا يكتب نثراً كثيراً (عدا كتابيه إناث الساقية وفارس بني عبس) فهو أخلص للشعر وداوم قرابة نصف قرن على كتابته، فأخلص له الشعر وأطاعه وعندما تقابله تحس أن الرجل بمرحه وحيويته، لا يتعدى الأربعين! وهو ينشر في الصحف السعودية وبعض الصحف العربية شعراً كثيراً ونثراً قليلاً، ولذا ظل حضوره ممتداً منذ بداية حياته في الإذاعة بمكة المكرمة ثم وهو بوزارة المالية مدير مكتب وزيرها لسنوات طويلة.. إلى نقل عمله أخيراً لوزارة الخارجية فأصبح سفيراً للمملكة في السودان ثم في موريتانيا ثم مديراً للعلاقات الثقافية بالوزارة حتى تقاعده، وانضمامه منذ سنوات كعضو مراسل لمجمع اللغة بمصر حتى وفاته. تعرفت على الرجل عندما تشكل وفد المملكة لمؤتمر الكتاب الآسيويين الذي انعقد في تايبيه (عاصمة الصين الوطنية)، وكان الوفد مكوناً من ثلاثة: القرشي ود. عبدالله محمد الزيد وأنا، والتقت بالأستاذ القرشي في الطائرة قبيل الإقلاع من مطار جدة القديم، وأحببته منذ اللقاء الأول وكأنني أعرفه منذ سنين، وكان ذلك عام 1396هـ، وكنت قد قابلته قبل ذلك في داره بجدة برفقة أحد الأصدقاء من أبناء الطائف الذين صاهروه، وقضيت معه أسبوعاً جميلاً في (تايبيه).

كان بشوشاً أنيقا قصير القامة، ويبدو كما أسلفت أنه أصغر بكثير من سنة، وهذا يدل على أن الرجل مرتاح في حياته العامة والخاصة. وأن الزمن مساعف له!، إذ أنني قابلته بعد ذلك بعشر سنوات فلم يتغير إلا أنه زاد وزنه كما لاحظت، وبقيت ابتسامته الدائمة وحضوره وأناقته اللافتة.

وفي جدة التقيت به مجدداً بعد عشر سنوات من هذا اللقاء في وزارة الخارجية حيث كان يعمل وفي منزل رجل الأعمال: عبدالمقصود خوجه في مناسبات «الإثنينية» المشهورة بتكريم الأدباء والمثقفين وكان القرشي أحد المكرمين فيها. وفي (ثلوثيته) السيد: محمد سعيد الطيب الأسبوعية. ثم التقيت به في القاهرة عام 1991م خلال إقامتي للدراسة العليا هناك. وكنا نلتقي صدفة في الفنادق! ومع أنه تلطف معي وأعطاني عنوان سكنه إلا أنني لم أجد الفرصة والوقت للتواصل بالرجل الذي أكن له محبة وإعجاباً.

كتبت عن أحد دواوينه في كتابي - كاتب وكتاب - وهو رحيل المرافئ القديمة «ومما قلته: (ولد الشاعر القرشي في مكة المكرمة عام 1344هـ ودرس بها دراسته الأولية ثم بدأ العمل في وقت مبكر في حياته في الوظائف الحكومية بالإذاعة السعودية ووزارة المالية. وواصل تعليمه بالانتساب وتثقيف نفسه ثقافة عربية موسوعية عريضة، فاستطاع الحصول على درجة الليسانس في التاريخ من جامعة الرياض، وكان يتقلد في الوقت نفسه منصب مدير مكتب وزير المالية والاقتصاد الوطني ثم عين سفير بوزارة الخارجية حتى تقاعده).

رحم الله القرشي فقد كان شاعراً مطبوعاً غزيرا الإنتاج.

جدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة