Culture Magazine Thursday  22/12/2011 G Issue 357
شعر
الخميس 27 ,محرم 1433   العدد  357
 
(مجهول)
مكي النزال

إن كنت تجهلني فإني أعرفك

ولئن ظلمتَ فإن قلبي ينصفك

لم تنتبه للنار تأكل أحرفي

يا من تُروّى من جراحي أحرفك

أقبلتُ إذ أدبرتَ عني غاضبًا

ولئن جُرحتَ فليس غيري يسعفك

ضاع البهاء وقد تمازج في دمي

نبضي المعنى بالبهاء وزخرفك

أمّلتني وعجزتَ، لستُ بعاتبٍ

فاحذر لئلاّ سيلُ شوقٍ يجرفك

لا تشفقنّ على غريبٍ راحلٍ

فالشوق عن عيشٍ جميلٍ يصرفك

انفذ بجلدك من حكايات عفت

هذي السدودُ المتعبات ستوقفك

فيّ الرعودُ تصول غضبى حرّةً

خوفي عليك من النوازل تقصفك

قد يستفيق الشوقُ نائم لهفتي

زلزالهُ العاتي بسهوٍ ينسفك

مجنونةٌ روحي تجوب فضاءها

لا تسمعنّ نداءها يستعطفُك

لستُ الذي يشكو ملالةَ خلّهِ

ولئن غضبتُ فلا أثور وأعسفك

تتدحرج الكلماتُ فاقدة الشذا

إلا التي عطرًا مثيرًا ترعفك

لمّا طعنتَ الحبّ في أعماقه

جُنّ الكلامُ يلومني ويعنّفُك

أحسستُ أن النصلَ أوغل في دمي

وعرفتُ أنّ الردّ قد يستنزفك

كم أرّقتني في هواك قصائدي

تلتصّ من مكنونها ما يتحفك

نايي تأمّل بالجنائن صامتًا

وهو النديّ عذوبةً إذ يعزفك

سأكون دفء النار في قرّ عتا

حين الحنين بثلج أرضك يُرجفك

ولئن قسا صيفٌ عليك بشمسه

فرموش عيني يا مدلّل رفرفك

قلبي ملاذُكَ والفراش تمائمي

والشعر مشحون العواطف يلحفك

لا تكترث للوجدِ يظمئ مهجتي

ستزورُ نبعك في الخيال وترشفك


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة