Culture Magazine Thursday  23/06/2011 G Issue 347
أوراق
الخميس 21 ,رجب 1432   العدد  347
 
حرب النجوم..
شيمة الشمري
-

أحداث تتكرر في مشهدنا الثقافي الذي يفترض أن يكون ممثلا لمن هم قامة في الرقي والنقاء والتعاون في سبيل نهضة المجتمع وصناعة حضارته الثقافية. هذه الأحداث يثيرها الحسد الذي بات مكشوفا ومؤلما لذوي الألباب، فكلما ظهر نجم ما، ولمع في سماء الإبداع وتميز بدأ الأقران والمنافسين بحربهم الضروس بغية تدميره وتحطيمه، ومن أمثلة هؤلاء المبدعين ضحايا الحسد والغيرة: رجاء عالم، محمد الرطيان، يوسف المحيميد، عبده خال، والقائمة تطول للأسف! وأنا هنا لا أقول وأجزم باستحقاقهم من عدمه لجوائزهم، ومن أنا ومن أنتم لنقرر ونجزم بذلك؟ ولكن ألا ترون معي أن فوز ابن أو بنت الوطن فخر لنا جميعا؟! هذا التساؤل يقودني إلى تساؤل رديف: ماذا لو كان هذا الفوز هنا، ولزميل عربي، هل سيفعل به مجايليه وأبناء وطنه ما نفعل نحن؟ أم أنهم سيدافعون عنه حتى وإن كان على خطأ وسيذودون عنه، وينددون بكل من يحاول النيل من مبدعهم ووطنهم وفوزهم؟!

لو عملنا على أنفسنا وطورنا أدواتنا وتمنينا الخير والتميز لنا ولغيرنا عوضا عن الانشغال برفع واستئجار معاول الهدم التي لن تنال إلا من تلك الذوات المتعفنة في وحل الحقد والحسد، أقول: (لو عملنا... لكنا...). آمنت بوجود أعداء النجاح لذا لن يتقدم المجتمع مهما حاول المسؤولون وجاهدوا وبذلوا في ظل نفوس تكره أن يصل غيرها، أو أن يتميز سواها.. متى نصل إلى وعي كامل بأن نجاح فلان أو فلانة لا يعني إلغاء البقية بل هو دافع للجميع، وأن الرفقة في طريق الأدب من المحفزات وإلا لجفت الأقلام ونضب الفكر والإبداع..

ثم هل تساءلت: يا ترى كيف ينظر إلينا الآخر ونحن نهاجم ونكيل التهم لبعضنا؟ نشر الغسيل وتسقط الهفوات عمل نجس خاص بكل نفس مريضة.

المبدع الحقيقي يعي التنافس وما يترتب عليه، ويؤمن بقدرات ومواهب غيره، بل إن التنافس والاختلاف عامل حراك وتنقية لسماء شاسعة تزداد وحشة بوجوده منفردا وحيدا، ويغمرها الجمال والضياء بوجوده مع عدد من المبدعين والنجوم.

الساحة الأدبية تتسع للجميع، وهي التي تجمعنا شئنا أم أبينا، وقوة بصمتها، وجودة وعمق طرحها يعتمد على وعي مبدعيها وتقبلهم لأنفسهم، ولغيرهم.

-

+ - حائل

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة