Culture Magazine Thursday  23/06/2011 G Issue 347
فضاءات
الخميس 21 ,رجب 1432   العدد  347
 
الغرف السرية بيني وبين الدكتور عماد حسيب: كلمة مـختصرة
د. عبد الله المعيقل
-

ليس من عادتي أن أدخل في جدال من هذا النوع في الصحافة، فهو أسلوب لا أحبه ولا تصبر عليه نفسي أو ترضاه أخلاقي، لأن المنتصر والمهزوم في المعارك الصحفية خاسران عند القارئ الذي قد تستهويه مثل هذه الصراعات وترضي عنده نزعة حب الإثارة، لكنها في النهاية تبعث في نفسه الكثير من التساؤل والاستغراب وربما الاستهجان في أن يحدث مثل هذا بين أشخاص يفترض فيهم الانتماء إلى الوسط الأكاديمي، والتخلق بأخلاقه.

من هذا المنطلق رأيت ألا أكتب شيئاً في الصحافة عن قضية الخلاف الذي أشار إليه باقتضاب الزميل الدكتور عماد في مقاله الأسبوع الماضي، وحرصت أن يظل الموضوع داخل قسم اللغة العربية وفي كلية الآداب أو ما أسماها الزميل بالغرف السرية حيث تنظر الكلية في الأمر الآن وسأرضى بحكمها أياً كان وسيكون نهاية القضية.

ما أساءني حقاً أن الدكتور عماد أخفى عني الموضوع لمدة عام كامل مع أنه زميلي في القسم ومكتبي قرب مكتبه مما جعلني أرتاب في الأمر، وقد اكتشفت المشكلة بالصدفة قبل شهر، ولو أطلعني عليها منذ البداية لما حصل هذا التصعيد. ويبدو أن الدكتور عماد قد غضب من الغرف السرية، ولا يريد أن ينتظر قرار الكلية ولو صبر فربما جاء الحكم في صالحه وقد دفعه غضبه وانفعاله إلى أن يستبق الأمر بهجوم علي، من منطلق أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، فكان مقاله في الأسبوع الماضي الذي بدلاً من أن يصبح هجوماً أصبح دفاعاً مليئاً بالثغرات وعرضه للهجمات المرتدة.

سأقف هنا عند بعض ما قاله وقفات قليلة وسريعة وسأترك الباقي لفطنة القارئ:-

1- يا دكتور عماد أنا لم أثبت أبيات الأسكوبي لكتاب عبدالرحيم أبو بكر مطلقاً, وليس هناك رقم إحالة لا في نهاية الأبيات ولا في آخرها وليتك تعود للدراسة وتتأكد من ذلك.

2- أنت يا دكتور عماد وضعت الجملة التي سبقت نص الأنصاري بين أقواس وليس أنا فكيف تصنع ذلك ثم تبني عليه الخطأ.

3- الاقتباسان اللذان في دراستي هما للدكتور الشامخ فعلاً نصاً ولفظاً وليس لغيره، وسأترك البحث عن مكانهما لك وستجده لو تمهلت قليلا واستعملت حدسك، وبالمناسبة فإن (صوت الحجاز) صحيفة وليست مجلة مثلما ورد في مقالك.

4- في نهاية المقال يعطينا الدكتور عماد عن نفسه انطباعاً غريباً نفهم منه أن لديه طريقة في الحكم على الأشياء بدت لي غير منطقية، وهو أنه متى ما فتح كتاباً نقدياً في الشعر السعودي ووجد فيه قصيدة جاءت في موسوعة الأدب السعودي فلا بد أن تكون مأخوذة من ذلك الكتاب، والحقيقة أنني لا أكاد أصدق أن الدكتور نفسه يؤمن بهذا المفهوم أو يطمئن إليه فهو ضد عقليته الباحثة والأكاديمية لو فكر في الأمر.

سأضرب هنا مثالين فقط فالدكتور يقول إنني أخذت قصيدة (يا ليل) لمحمد سرور الصبان من كتاب شعراء الحجاز لعبدالسلام الساسي، وقصيدة (في ضيافة المتنبي) لأحمد الصالح من كتاب الدكتور مسعد العطوي: الرمز في الشعر السعودي.

والجواب أن الصبان ليس له ديوان ولو كان كلامك صحيحاً لما كان في الأمر من شيء لكن القصيدة منشورة في الطبعة الأولى من كتاب (أدب الحجاز) الذي جمعه الصبان وأصدره عام 1344هـ ثم ظهر في طبعة ثانية عام 1378هـ.

أما فيما يخص قصيدة الصالح فهل يحتاج مثلي -في نظرك- أن يذهب لمصدر بعيد بحثاً عن قصيدة لشاعر مشهور مثل الصالح وغيره ودواوينهم لدي فرادى ومجموعات، وهي متاحة في الأسواق لأي باحث ودارس...... سأتوقف هنا حتى لا أنزلق لمدح الذات، وأقول في النهاية يا دكتور عماد: استفت قلبك وإن أفتوك، ولك تحيتي.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة