Culture Magazine Thursday  02/02/2012 G Issue 361
عدد خاص
الخميس 10 ,ربيع الاول 1433   العدد  361
 
ماذا قالوا عنك يا سلمى
د. صبحي غوشه

 

«وزارة ثقافة في امرأة»

«مؤسسة ثقافية جوالة في العالم»

«عشرون امرأة في امرأة واحدة»

وغيرها من الأقوال التي تشير كلها إلى ما قدمته الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي من إنجازات متعددة في مجالات الأدب والترجمة والنشر لعدد كبير من الابداعات الثقافية العربية والموسوعات التي لا يمكن حصرها في هذا المجال، ولكنها كانت الأولى من الأدباء العرب التي استطاعت اختراق جدار التجاهل الغربي للثقافة العربية واطلاع هذا الغرب على دور الأدب العربي من شعر ونثر وقصة ورواية وحكاية، بحيث أصبح هذا الغرب أو على الأقل القسم المثقف منه، يتلهف على الاطلاع على ما تقدمه له الدكتورة سلمى، ولا أدل على ذلك من تهافت دور النشر الغربية على نشر كافة الكتب التي تقدمها لهم أكانت عن طريق مؤسسة النشر Prota أو East - west Nexus.

لقد استطاعت بهذه الكتب والأبحاث ازاحة الغشاوة التي كانت تمنع الغرب من الاطلاع على عراقة وأصالة وتميز وابداع الثقافة العربية، وأنارت الساحة أمام العالم ليطلع على هذه الانجازات، وبذلك لم تخدم الثقافة والأدب فحسب ولكنها خدمت الأمة العربية والشعوب الإسلامية بابرازها كأمة حضارية لها تراثها الحضاري الإنساني والثقافي والفني، وليست تلك الأمة التي شوهها الغرب المتعصب والصهيونية ووصفوها بالأمة المتخلفة الغارقة في الجهالة والتخلف، لقد خدمت الأمة العربية خدمة جلى، وكان للقضية الفلسطينية والشعب العربي الفلسطيني حيزاً كبيراً من هذه الخدمة، فإنها كفلسطينية النشأة والجذور أثبتت عراقة هذا الشعب وامكاناته الأدبية والثقافية والحضارية، وأعتقد أن جذورها النضالية التي ورثت قسماً منها عن والدها صبحي الخضراء المناضل الذي عرفته السجون البريطانية أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، والقسم الآخر نمى وترعرع فيها منذ طفولتها في عكا أثناء مشاركتها في مظاهرات عكا وهي في الثامنة من عمرها، والتي استطابت تكرارها فأصبحت تقود هذه المظاهرات، وأنا الآن أراها تقود أكبر مظاهرة تردد شعاراتها «تحيا الثقافة العربية»، «يحيا نضال الشعب الفلسطيني»، «أمتنا أمة حية معطاءة»، «المستقبل المشرق لنا»، وغيرها من الشعارات، وأشاهد الألوف من مثقفينا وأدباءنا وشعرائنا يتبعونها مرددين هذه الشعارات.

لم يكن هذا الإنجاز والإبداع أمراً سهلاً على د.سلمى وبخاصة في بدايات عملها ونظرة المجتمع غير المتسامح مع النساء، وغير المشجع للمبادرات الخلاقة مهما كان صاحبها، ولكن مثابرة وتضحية وعناد الدكتورة سلمى أوصلوها إلى قمة هرم الأعمال الثقافية والأدبية المتميزة، أقول هذا عن معرفة مباشرة ومواكبة لبعض نشاطات الدكتورة سلمى.

عرفت الدكتورة سلمى في الكويت في ثمانينات القرن الماضي ومنذ اللحظة الأولى عرفت أنها شخصية متميزة، تأسرك بحديثها وجديتها في تنفيذ مخططاتها دون تأجيل، الوقت ثمين بالنسبة لها فهي بحاجة إليه لتنفيذ كل مخططاتها ولا مجال لاضاعة الوقت فيما لا جدوى فيه …

استطاعت إقامة العلاقات العامة والصداقات الحميمة، وكانت تصل إلى هدفها مباشرة، دون مقدمات، ويمكن أن يزعج هذا الأسلوب بعض الناس، ولكنه أثبت نجاعته مع الدكتورة سلمى في علاقاتها مع كافة الأشخاص الذين قامت بمقابلتهم أثناء رحلتها الطويلة في سبيل الحصول على الدعم لمشروعاتها البناءة، ومع أنها لم تحصل على ما أرادت من البعض إلا أنها لم تيأس وثابرت وحصلت على ما تريد، مما ساعدها على تحقيق أهدافها.

اختارت لجنة يوم القدس منتدى بيت المقدس عمان، الدكتورة سلمى الخضراء لتكريمها في الندوة الثالثة عشرة ليوم القدس «نضال المرأة في تحرير القدس» من 5-7 تشرين الأول 2002، وقدمت لها «درع يوم القدس» تقديراً لمساهمتها في خدمة القدس بخاصة والوطن العربي بعامة. ولم يكن هذا هو التكريم الوحيد الذي لقيته د.سلمى فقد فازت بجائزة «العويس الثقافية للانجاز الثقافي والعلمي» في شهر شباط 2008 «تقديراً واعترافاً بدورها الريادي في خدمة العلم والثقافة، علاوة على دورها الشعري والنقدي في العالم العربي، فإن ريادة د.سلمى الجيوسي غير مسبوقة في التصدي منفردة للتعريف بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية في الغرب، وإعادة الاعتبار إلى هذه الثقافة سواء من خلال ترجمة الأعمال العربية الفكرية والأدبية إلى اللغة الإنكليزية، أومن مشاريعها البحثية والدراسية كمشروع بروتا ورابطة الشرق والغرب، واسهامها في نشر الموسوعات والبحوث المتعلقة بالحضارتين العربية والإسلامية وبالأدب العربي المعاصر».

كما حصلت على عدة أوسمة وجوائز تكريمية أخرى، وسام منظمة التحرير الفلسطينية 1990.

الجائزة التكريمية التي تقدمها اتحاد المرأة الأمريكية 1990.

وسام القدس 1999.

وسام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت عا م 2002، كما كرمتها عدة مؤسسات ثقافية في الوطن العربي والعالم.

شاركتها في الإعداد والتنفيذ للندوة التي أقامتها في عمان بعنوان: «Jerusalem in Tradition and History» من 12-14-10-2004 وشارك فيها عدد كبير من الأساتذة من الغرب وعلى رأسهم د. توماس طومبسون، وظهرت مقدرتها في التنظيم والإدارة بشكل متميز في هذه الندوة، وقد تم اتخاذ قرارات مهمة من قبل المشاركين الأساتذة في علم الآثار وأهمها التأكيد على أن التوراة ليست مرجعاً تاريخياً صادقاً لادعاءات الصهاينة المزورة وبأنها مجموعة خرافات وأساطير الشعوب المختلفة ولا يمكن اعتمادها كمرجع تاريخي، وكذلك أثبت الباحثون عدم وجود أي آثار للهيكل اليهودي في القدس.

وقد اهتمت الدكتورة سلمى بالتاريخ الميكروسكوبي للشعوب Micro History لأنه يدل على عراقة الشعوب أكثر من غيره، وهو ما يميز شعب عن شعب آخر، وقد اقتنعت بوجهة نظرها في ضرورة تأليف كتاب عن تاريخ القدس لأهمية ذلك لقضيتنا، وفعلاً قمت بتأليفه وتمت ترجمته إلى الإنكليزية بجهود الدكتورة سلمى وقد تم إعداده للنشر عبر جهودها أيضاً، وقد سعدت جداً لمرافقة د.سلمى أثناء تدقيقها لمسودات الكتاب حيث ظهرت دقة ملاحظتها وآرائها القيمة، وآمل أن يكون في هذا الكتاب تحقيق لآمال د.سلمى وآمالنا في إظهار عراقة وأصالة شعبنا العربي في القدس ودحض كافة الادعاءات الصهيونية في القدس.

ولم تكتف د.سلمى بابقاء حب القدس وفلسطين لنفسها فقط فقد غرسته في ابنتيها الدكتورة لينا والدكتورة مي ولذلك فقد سارتا على خطى والدتهم فقامت د.لينا بتأليف كتاب عن القدس سوف يصدر قريباً ونأمل أن تتابع هذه المسيرة.

أتمنى للدكتورة سلمى دوام النشاط والإنتاج لتثري مكتبنا ومكاتب العالم بكتب وموسوعات قيمة، تبعث الفخر والاعتزاز لدى كل عربي وكل مثقف في العالم.

مؤسس يوم القدس- عمان

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة