Culture Magazine Thursday  08/03/2012 G Issue 366
ذاكرة
الخميس 15 ,ربيع الآخر 1433   العدد  366
 
كفاءة فذة في كل الفنون
محمد بن جبير «رحمه الله»

 

أولاً الشيخ عبدالله الفالح، وهذا زميل في دار التوحيد، وكانت لي به علاقة طيبة في دار التوحيد، وهذا الشخص غريب الأطوار، فمن الناحية العلمية برز لديه حصيلة علمية كبيرة خاصة في علوم اللغة العربية والبلاغة والعلوم الدينية: الحديث والتفسير والفقه والتوحيد، جاء إلى دار التوحيد وهو كبير السن، وكان من طلبة الشيخ عبد الرحمن السعدي في عنيزة، وكان يتولى مكتبة عنيزة التي يشرف عليها الشيخ السعدي، تحصيله وكفاءته العلمية فذة وملفتة للنظر في كل الفنون التي نحن ندرسها. سألته ذات يوم وقلت له يا شيخ عبد الله: نحن الآن لسنا في مستواك، نحن نلهث وراءك ودروسنا لا نقدر نستوعبها وأنت لا تذاكر ومع ذلك تستوعب الدروس، فقال: لا تعجب، أنا قرأت الروض المُربِع، وهو كتاب من كتب الفقه المعتمدة يتكون من جزأين، قرأته مع الشيخ عبد الرحمن بن سعدي سبع مرات، نحن في دار التوحيد وكلية الشريعة لم نقرأه إلا مرة واحدة، فأراد أن يضرب لي مثلاً لأنه فعلاً قرأ كتباً كثيرة، وهو كذلك ذكي لكنه كان منطوياً، وكان معنا في دار التوحيد فيكمل، لا ينجح إلا في الدور الثاني، ويمكن ترتيبه هو الآخر، وفي كلية الشريعة كذلك، لكنه في آخر سنة شد حيله وصار هو الأول كما نرى، الشيخ عبد الله صديق لي وكان مغرماً بقراءة الصحف المصرية، يحجزها عند وكيلها في الطائف شخص يقال له مصطفى الرسيني في برحة القزاز، لا يوجد في الطائف في ذلك الوقت إلا ذلك الشخص الذي هو وكيل لمكتبة الثقافة في مكة المكرمة، الشيخ عبد الله يحجز عنده كل مصروفه الجيبي في هذا، فإذا جئت إلى غرفته وإذا فيها ركام غير منظم من الصحف والمجلات، فأي داخل عنده يستلذ بالجلوس معه ومحادثته، والجالس معه في الأفكار التي سمعها وقرأها ويناقشها.

عن كتاب الشيخ محمد بن جبير للدكتور عبدالرجمن الشبيلي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة