Culture Magazine Thursday  15/03/2012 G Issue 367
أقواس
الخميس 22 ,ربيع الآخر 1433   العدد  367
 
سعدية مفرح للثقافية :الحضور المحدود للمثقفات في الجنادرية مخيبٌ للآمال

 

الثقافية -أكابر الأحمدي

الشعر برأيها لا يموت حتى وإن بدا متعبا في بعض الفترات والدليل بأن معظم الروائيين يراهنون على اللغة الشعرية تحديدا في كتاباتهم لأنهم اكتشفوا أنها الأقرب إلى ذائقة المتلقي، وتعترف أنها تعيش حالة غياب عن كل شيء وكأنها تحاول أن تقاوم تلك الحالة بالشعر التقينا بها وتحاورنا معها حول البعد التراكمي للرواية والقصة والشعر في المشهد العربي وواقع النقد التنظيري والرواية الشعرية والنقد الأكاديمي وانغلاقه على نفسه إنها الشاعرة سعدية مفرح

ما هو انطباعك حول فعاليات الجنادرية وكيف ترين مشاركتك لها؟

هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان الجنادرية، وقد أسعدني جدا أنني كنت ضمن الضيوف الذين استقبلهم الملك عبد الله بن عبد العزيز واستمعوا لكلماته المرحبة بنا وبصراحة أعجبني التنظيم الجيد والصارم نوعا ما ومحاور الندوة الفكرية التي افتتح بها المهرجان فقد تناولت موضوعات سياسية وفكرية مطروحة بشكل يومي في ساحة النقاش العربي والإقليمي، أما الأمسيات الشعرية فلم أحضر منها إلا الأمسية التي شاركت فيها في منطقة الأحساء، ولكن ما لاحظته وأتمنى تجاوزه هو قلة المشاركات من المثقفات السعوديات فقد كنت أتطلع للقاء عدد كبير منهن لكنني لم أحظَ إلا بعدد محدود جدا.

لماذا يشكل الغياب الهاجس الأول في قصائدك؟

بصراحة لا أدري أشعر أنني أغوص في أبعاد مفردات الغياب من دون وعي مني بذلك ومعظم النصوص التي كتبتها في إطار الغياب وأجوائه لم أكن أخطط لها أن تأتي على هذا النحو لكنني فعلا وحتى بعيدا عن الشعر أشعر أنني أعيش حالة غياب عن كل شيء حولي وكأنني أحاول أن أقاوم تلك الحالة بالشعر.

ما رأيك في البعد التراكمي للرواية والقصة في المشهد العربي مقارنة بالشعر والمسرح والسينما؟

الرواية تحديدا تتقدم كميا وبشكل نسبي وخصوصا في السنوات الأخيرة، ولكن هذا لا يعني تراجعًا في الشعر أما القصة القصيرة فيبدو أنها لم تعد تغري الأجيال الشابة للأسف ولا أدري لماذا مع أنني لاحظت من خلال تتبعي لمواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر اهتماما من قبل الشباب بالقصة القصيرة أما المسرح والسينما فيبدوان في آخر الركب الإبداعي العربي للأسف.

هل مصطلح الرواية الشعرية ما هو إلا محاولة لفرز تلك الرواية المتميزة بمسحة شعرية عن الرواية النثرية الاعتيادية؟

لا أميل إلى التصنيفات لأنها لا تخص سوى النقاد ودارسي الأدب ومدرسيه أما المبدع فلا يهمه ذلك وأيضا المتلقي. خاصة وأن هذا التصنيف لا يضيف أي قيمة لأي نص أدبي لكن أستطيع القول على هذا الصعيد إن الشعر دخل قوة في عالم الروايات في الوقت الراهن، وصار معظم الروائيين يراهنون على اللغة الشعرية تحديدا في كتاباتهم ربما لأنهم اكتشفوا أنها اللغة الأقرب على ذائقة المتلقي.

-يقول الدكتور عبدالله الفيفي إن النقد الأكاديمي منغلق على نفسه والنقد الصحفي مسيّر ومتهافت الأدوات وبينهما أرتال شتى من النَّقَدَة ذوي الاحتياجات الخاصّة جدًّا فهل توافقينه الرأي؟

إلى حد ما أوافقه وخصوصا لجهة انغلاق النقد الأكاديمي على نفسه غالبا. لكنني أعترض على وصفه للنقد الصحفي بأنه مسير ومتهافت، ليس لأنني أمارس كتابة هذا النوع من النقد ولكن لأن هذا الرأي يعتبر رأي بلا دليل ولا يعتمد إلا على بعض الكتابات القليلة النتشرة في الصفحات الثقافية ذات الطبيعة الصفراء. وهذه لا يعتد بها ولا يعتمد عليها في استخلاص رأي كهذا خاصة وأننا لم نعرف مصطلح النقد الصحفي بشكل دقيق حتى الآن، فهل هو النقد الذي ينشر في الصحافة وحسب؟ وهل ينطبق على النقد الأكاديمي الذي يكتبه أكاديميون وينشر في الصحافة أيضا؟ وماذا عن النقد الذي ينشر في الصحافة المتخصصة؟..

لماذا فشلت الحركة النقدية في مواكبة التجارب الشعرية الحديثة؟

هي لم تفشل ربما تأخرت قليلا عن ركب الحالة الشعرية المتقدمة وأرى أن كثير من النقاد من الأجيال السابقة لم يرصدوا بعد التطورات السريعة التي ألمت بالحالة الشعرية العربية خلال العقدين الأخيرين تحديدا ثم إن النقاد الشباب انشغلوا غالبا بالتجارب الشعرية القديمة لترسيخ كتاباتهم النقدية على أساس مرجعي ونادرا ما التفتوا لنتاجات مجايليهم من الشعراء.

ما هو مستقبل الشعر في عصر المعلوماتية؟

الشعر لا يموت أبدا حتى وإن بدا مرهقا أو متعبا في بعض الفترات التاريخية وبالتالي فكل معطى جديد من معطيات الحياة بما فيها المعلوماتية علينا الاستفادة منه في ترسيخ الحالة الشعرية نفسها ونشرها بين الناس وهذا ما تحقق فعلا الآن ونستطيع نشره بسهولة من خلال المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع.

هل ترين أننا نفتقد إلى المنهج السليم في تقديم أدب الطفل؟

للأسف ما زال البعض يخاطب الطفل أدبيا كما كان يخاطبه أحمد شوقي وسليمان العيسى وغيرهم من الشعراء وكتاب العرب الذين اهتموا بأدب الطفل. الطفل لم يعد يقبل أن نتحدث عن الثعلب وطريقة تفكيره الاحتيالية ولا عن الدجاجة التي لا تطير أصبح يمسك بالآيباد والآيفون واللابتوب وغيرها من ألعاب ومسميات كثيرة ومتطورة جدا وبالتالي علينا أن نخاطبه أدبيا وإبداعيا بما يتوافق مع العقلية الناشئة في ذلك الإطار التقني الجديد لا أرى الآن سوى محاولات باهتة على هذا الصعيد وسبق لي أن كتبت بعض التجارب فيه ولكنني لا أراها الآن ترقى لما أفكر في تقديمه للطفل فعلا مع أنني أعمل على ذلك حاليا، وأتمنى أن أنجح في تقديم ما أحلم به.

كيف ترين واقع النقد التنظيري ولماذا يعتبره البعض نوعا من الهروب من مواجهة الكاتب؟

النقد التنظيري مطلوب بالتأكيد بالإضافة إلى النقد التطبيقي، وأنا أرى أن على كل ناقد اختيار ما يناسبه ويتفق مع قدراته أما الناقد الذي يهرب من النقد التطبيقي خوفا من الكاتب فهو ليس ناقدا أصلا.

انقسمت الآراء إلى مؤيدين للاستعانة بالمناهج النقدية الأجنبية كونها تفتح أمامنا باب للتواصل الحضاري مع الآخر والبعض يرى أن علينا إيجاد نظرية أدبية تخصهم مع من تتفقين؟

أرى أن علينا الاستفادة من كل ما ومن حولنا وتقديم كل ما لدينا للآخر أيضا في المقابل في سياق للحوار المتبادل بيننا وبين الآخرين في كل مكان. وهذا لا ينطبق على المناهج النقدية الأدبية وحسب بل على كل مناحي الحياة. هذا لم يعد خيارا مترفا بل واقع تفرضه الحياة الجديدة وفرص بقائنا فيها كأمة وكحضارة وكتاريخ.

هل تتفقين معي أنا الإصدارات الثقافية للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت تشهد تراجعًا ملحوظا للمضمون الجديد ؟

نعم.. أتفق معك في هذا وسبق أن كتبت عنه أكثر من مرة. للأسف اصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومنها سلسلة عالم المعرفة الشهيرة والعريقة مرت بظروف عصيبة خلال السنوات الأخيرة ربما لأسباب إدارية لا تليق بسمعتها وسمعة المجلس ولا بسمعة المشهد الثقافي الكويتي. وأتمنى أن تكون هذه الإصدارات قد تجاوزت المحنة الآن فنحن ما زلنا في دور الترقب لها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة