Culture Magazine Thursday  15/03/2012 G Issue 367
شعر
الخميس 22 ,ربيع الآخر 1433   العدد  367
 
إليها
عبدالله عبدالعزيز الصالح

 

الإهداء:

إليها خلف فاصلة الوجع... وإليه عندما عض لسانه قبل أن يصرخ: (إني على ما أحتسي صبار)

ألئن سألتكِ؛ يستفيق حوار

وتفيض بعد نضوبها الآبار

ويتيه وجهي؛ مثقلا بغنائه

قسماته الإقبال والإدبار

أم أن للصمت الكئيب حكايةً

إذ قيدها تعنو له الأسوار

لا ماء في الصمت الشجيّ مداره

إن ظل في همس الشجون مدار

لا عطر في العرس الشهي أواره

إن بات في شجن السؤال أوار

تتأوه الحسرات ؛ إن أسرجتها

لمباهجي، ويلفني استنكار

وتمور بي أحزان وجهكِ؛ إن شكت

ماء الجفاء وزال عنها وقار

كيف استفاق الهم في قسماتها

حين استطاب لبوحها استعبار

قولي بربّك ؛ كيف أشرعك المدى

لشجونه، ومضت بك الأدوار

قولي هل الأشجان فيك تطاولت

وغفا على شفة الصهيل خوار

قولي هل الشهقات فيك ترنحت

ونمت على وجه الربيع قفار

قد كان عطرك ضالعاً في ورده

حتى اعترته من الأسى أوزار

كم هفوة آثرتها بغوايتي

تغتالني؛ ويعافني الإيثار

عهدي بنهرك ؛ إن تراقص فيضه

رقصت على جنباته الأزهار

أزهار روحك لم تزل يسري بها

شلال وجد، بوحه أنهار

أنهار إيقاع الجنون بغربتي

قد ضاع فيها الصوت والأوتار

تحتد في التوشيح كل مواجعي

حتى استوى الإيقاع والقيثار

إني أثوب ، وقد تناثر في دمي

ما ليس منه إلى الجنون فرار

حتى إذا شاخ الصهيل ومسني

في غربتي التسطيح والتكرار

أشعلت في ليلي مرايا غربةٍ

يغفو على جمراتها استغفار

وبقيت منتبذا شظايا عزلتي

إني إلى من أنتمي أختار

قد أبلست كل المواسم، واحتفت

بهطولها بعد الصدى الأمطار

لكن لي في الصمت حكمة شاعر

تندى على عتباتها الأسرار

هل يصلح الظن الجميل مواسمي

إذ قد يجود بطبه العطار

وهوت على أشلاء روحي قصة

لم يسر فيها دمعك الهدار

سفر الفجيعة في بقايا غبطتي

تجثو على نبضاته الأحجار

مدت إليه السافيات حكاية

صفحاتها الإيمان والإصرار

يا دوحة العشق البهي ، تباركت

فيك الثمار، وغنت الأشجار

بيني وبينك من كتاب مودتي

عشق... وفي نزواته أوطار

لم يبق فيه غير ذكرى هاجس

ترفو بقايا لونه الأعمار

قدي قيمصي من مرايا عفةٍ

لها نشوة ، كرمت بها الأبصار

واستنفري نبض المودة في دمي

إن المحبة عشقها استنفار

ها أنت في جسد القصائد غبطة

تهفو إلى قسماتها الأشعار

لهفي على همس الحقول إذا بدا

في ناظريك الصارم البتار

كان الغناءُ نهارها، حتى إذا

غفتِ المواسم، شاخ فيه نهار

واستحضرت في الظن عطر صبابتي

إن الصبابة عطرها استحضار

أنِسَتْ بليلِ الغافياتِ على يدي

وأفاقَ في الظنِّ النبيل شعار


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة