Culture Magazine Saturday  14/09/2013 G Issue 411
عدد خاص
السبت 8 ,ذو القعدة 1434   العدد  411
 
رمز كبير للعراقة والنبل
محمد صلاح الدين

 

الكتابة عن معالي الشيخ جميل الحجيلان أو الحديث عن شخصيته مهمة صعبة لأنه من هذه النخبة الكريمة من الرجال الذين أتاهم الله من فضله رجاحة العقل وبعد النظر وأكرمهم بكثرة المزايا وتعدد المواهب ووفقهم على وفرة الإنجازات على أكثر من صعيد.

هو رجل دولة من طراز فريد ومثقف جمع في أصالة وعمق بين الثقافة العربية والأجنبية، وأديب يملك ناصية القول وروعة الأسلوب، ودبلوماسي عريق كأنما خلق للدبلوماسية وخلقت له، وأديب يتذوق روائع الشعر والنثر في القديم والجديد، وهو كذلك مسؤول مقتدر يملك من سجايا القيادة ما لا يملكه الكثير، كلفه ولاة الأمر بشتى المسؤوليات الجسيمة: من وزارة الإعلام إلى وزارة الصحة إلى السفارة ثم الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، فكان القمة في الأداء ومكان التجلة والاحترام والتقدير في القيام بالواجب ومثار الإعجاب في إنجاز الأعمال على خير وجه، ومن قبل ذلك ومن بعده احترام العاملين معه ومحبتهم.

والشيخ جميل من قبل ومن بعد إنسان تتمثل في مسلكه كل أخلاق الرجال ووفاء الكبار ويضرب في تعامله وحياته المثل تلو المثل لمكارم الأخلاق. ومن الحق أن أقول إن معالي الشيخ جميل كان حيثما حل في قمة المسؤولية وعلى اختلاف مجالاتها معلماً لمرؤوسيه كلهم بلا استثناء، ووالداً وأخاً وراعياً، وكلها سجايا ومكرمات لا يتكلفها معاليه ولا يتحدث عنها وإنك لتجد في شخصية أبي عماد وحيثما كان استقلال الرأي وعمق الفكر ونشدان المصلحة العدل ونكران العدوان والظلم وسخاء الكريم وحدبه وتحري الحق وتقدير ظروف الناس ورعايتهم والوقوف إلى جانب المظلوم منهم أياً كان، لا يخاف في كل ذلك لومة لائم. هو رمز كبير لكل ما يمثله هذا البلد الكريم من عراقة ونبل وشموخ، وهو قيادة مقتدرة تستشرف المستقبل بكل أبعاده وتعض بالنواجذ على كل قيم الدين وتقاليد البلاد، ولقد خلّف معاليه حيثما حل إنجازاً يضرب به الأمثال ومحبة وتقديراً واعتزازاً من كل من كانوا حوله.

حفظه الله وأمد في عمره وبارك في حياته.

رحمه الله

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة