Culture Magazine Saturday  14/09/2013 G Issue 411
عدد خاص
السبت 8 ,ذو القعدة 1434   العدد  411
 
له من اسمه نصيب
د. نزار بن عبيد مدني

 

يُعَد معالي الشيخ جميل الحجيلان من الشخصيات الفذة التي لا يمكن أن تُنسى، كيف لا وقد خاض غمار الوظيفة الحكومية في أعلى مراتبها وفي أدق مستوياتها، كيف لا وهو يقطر أدباً وحكمةً وتواضعاً.

ولم يكن الشيخ جميل الحجيلان ليحظى على مدى عقود من الزمن بالثقة السامية ليتسنم أعلى المناصب لولا أنه كان يمتلك المؤهلات التي رشحته للثقة بكل اقتدار.

إن توليه حقيبتين وزاريتين وثلاث بعثات دبلوماسية هامة بالإضافة إلى أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية برهان واضح جليّ على ما يتحلى به من خصال جعلت منه في مجملها ومجموعها رجل دولة بما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ.

اطلعت -كغيري من مواطني المملكة- على إنجازات الشيخ جميل الحجيلان الوزير، وتابعت عن كثب ملامح شخصيته البارزة، وكنت آنذاك شاباً في مقتبل العمل، وبمشاعر الشاب الطموح الذي يتطلع إلى الأفضل والأجمل والأكمل كنت أرى في شخصيته تجسيداً لمفهوم الرجل المناسب في المكان المناسب.

ودارت الأيام لتتاح لي الفرصة لأتعامل معه مباشرة دبلوماسياً في وزارة الخارجية، وهنا ترسخت نظرتي، وتأكد فهمي لشخصيته الفريدة، وأدركت أن تعيين معاليه سفيراً لم يأت مجاملة لخدمته في الدولة، ولا لأي اعتبارات أخرى لا تمتّ لمعايير الاختيار والانتقاء لمنصب السفير بصلة، فقد كان في عمله وأخلاقه وسلوكه مثالاً مشرفاً للدبلوماسي المحترف، وقد كسب بجدارة احترام وتقدير المسؤولين والشخصيات الهامة في الدول التي مثل المملكة فيها سفيراً، وترك انطباعات رائعة لديهم وذكريات عطرة امتدت لتعكس صورة وضّاءة عن الدبلوماسية السعودية بصفة عامة.

وقد أثبت معالي الشيخ إبّان توليه مهام الأمين العام لمجلس التعاون لدولة الخليج العربية قدرته على تحقيق التوازن المطلوب اعتماداً على خبرته السياسية الطويلة وانطلاقاً من إدراكه الواعي لمقاصد قيام المجلس، وما تقتضيه من العمل على ترسيخ مفهوم التعاون بين دوله، الأمر الذي مكنه من أداء مهامه في فترة ولايته على الوجه الأمثل، وأكسبه تقدير القادة وكبار المسؤولين في دول المجلس دون استثناء.

وإذا أَعْمَلْنا المثل السائد (إن كلاً له من اسمه نصيب) فإن للشيخ جميل من اسمه النصيب الأوفر، فقد كان جميلاً في خلقه، جميلاً في مظهره، جميلاً في تسامحه، جميلاً في أدبه وثقافته، وقد تجسد الجمال في نتاجه وعطائه، وانعكس على كل مراحل حياته، واستحق أن يكون قدوة ومثلاً بكل المقاييس.

وفي تقديري أن مثل هذه الشخصيات جديرة بالاطلاع على سيرها وأن من المفيد للأجيال أن تنقل لهم سير الأعلام من بني وطنهم وأمتهم ولا سيما أولئك الذين تركوا آثاراً نافعة وبصمات مؤثرة.

وفي هذا السياق، فإنني اتطلع إلى اليوم الذي يخط فيه معالي الشيخ جميل الحجيلان بقلمه الرصين سيرة حياته ويسطر فيه بمداده المتدفق جزءاً من ذكرياته لتستفيد منه الأجيال وليكون نبراساً هادياً لكل مجتهد مخلص.

وزير الدولة للشئون الخارجية

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة