Culture Magazine Saturday  28/09/2013 G Issue 413
فضاءات
السبت 22 ,ذو القعدة 1434   العدد  413
 
وتم العناق
تطفلي على الفن التشكيلي
حسن علي البطران

 

قبل عشر سنوات أو تزيد قليلاً بدأ اهتمامي بالفن التشكيلي وما زال، وهذا لا يعني أنه ليس لدي متابعة أو رؤية حوله قبل تلك الفترة، ولكن في تلك الفترة كان مركزاً.. قرأت بتمعن عن المدارس الحديثة في الفن التشكيلي وتعرفت على خصائص كل مدرسة وأبرز فنانيها العالميين.. وأخذت أطبق ما قرأته وتعلمته من هذه المدارس على بعض اللوحات التي يرسمها فنانونا ووجدت كثيراً منهم يلتزم وبدقة بخصائص تلك المدارس وكأنهم يمارسون طقوساً دينية لا يصح فيها التجاوز إلا في حدود ضيقة يُسمح بها فقط في حالات طارئة، مع ظهور بصماتهم الشخصية في تلك الأعمال، وقليلاً ما تجد من يتمرد فنياً على تلك المدارس، لتجد المتمرد يعطي جودة وتألقاً، مع الاحتفاظ بخصائص تلك المدارس الأساسية.

الفن التشكيلي فن متجدد ومتطور - وهو في حد ذاته علم قائم له أسسه وقواعده واستقلاليته - ولذا نرى الأعمال في الوقت الراهن تحمل أبعاداً إبداعية عميقة وفيها رمزية قد تفوق تلك الأعمال التشكيلية السابقة تألقاً وجذباً، وهذا لا يعني تقليلاً من الأعمال السابقة.. ومن هنا يبرز سؤال: هل هنالك نظريات أو بشكل أدق هل هنالك مدارس جديدة تولدت من تلك المدارس وأخذت استقلاليتها..أم أن لكل فنان مدرسته الشخصية، والتي يتمرد فيها على تلك المدارس الأم ليظهر لنا بلوحات في قمة الروعة والانسجام الثنائي بين اللون والفكرة والرمز والهدف..؟

ومع هذا نجد كثيراً من الأعمال التشكيلية لا ترتقي إلى الفن التشكيلي نفسه، ولسنا هنا الآن بصددها..

عموماً ذائقتي الفنية في الفن التشكيلي لا ترتقي إلى الممارسة بل هي ذائقة ربما تنطوي تحت الرؤية الانطباعية، والنقد الانطباعي المبني على الذائقة الشخصية المتشبعة ببعض الملامح النقدية العامة في الفن التشكيلي، وفي رؤيتي الشخصية يتمحور الفن التشكيلي ليعطيني شعوراً ربما يفوق في بعض الأحيان الفنون الأخرى، ومع هذا أجد نفسي في بعض المرات متطفلاً على هذا الفن العريق وعلى مبدعيه مع إيماني العميق أن الإبداع والنقد ليس حكراً أو ملكاً لأحد وهو حق للجميع مع الاعتراف والتقدير لحاضنيه وفنانيه ونقاده، وممارسيه أياً كان دورهم فيه.

Albatran151@gmail.com - الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة