Culture Magazine Monday  22/10/2007 G Issue 219
أقواس
الأثنين 11 ,شوال 1428   العدد  219
 
السريحي شاهداً على الحداثة:
منْ قال إن الحداثة بلا آباء؟!

 

 
* الثقافية - خلف سرحان القرشي:

باعتباره فاعلاً وشاهداً على التجربة الحداثية لدينا في النقد والأدب، اكتسب كلام الدكتور سعيد السريحي أهمية خاصة وهو يتحدث عن بدايات مرحلة الحداثة وما اكتنفها وما واجهته من إشكالات وذلك ضمن الأمسية النقدية التي شارك فيها في مهرجان سوق عكاظ بالطائف مؤخراً.

يرى السريحي أن الحداثة لدينا يمكن التأريخ لها بصدور كتاب (خواطر مصرحة) للعواد وكذلك كتاب (من وحي الصحراء) لمؤلفيه عبد الله بالخير ومحمد سعيد مقصود وبعدهما رواية (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري التي انتقد فيها مؤلفها بشكل أو بآخر انغلاق ثقافتنا المحلية وعدم انفتاحها على الآخر آنذاك.

وفي هذا الصدد قال السريحي: (إن مقولة - الحداثة بلا آباء ليست صحيحة بالكلية فالأبوة تتمثّل في جرأة العواد ليس في منجزه فحسب، بل في استشرافه لرؤى وطروحات عدت دخيلة على ثقافتنا. آباء الحداثة أتوا من المنجز العربي والحداثة في جانبها الفني استحضار للبياتي ونازك الملائكة والسياب وأدونيس وأمل دنقل وغيرهم، الحداثة لدينا جاءت امتداداً للحداثة العربية في الحواضر العربية، وهذا الأمر كرس لعلاقات مباشرة مع أولئك الرواد الأمر الذي عد مثلبة من مثالب الحداثة في عهد سادت فيه تفسيرات حدية وخاطئة لمفهوم - (الولاء والبراء)، وفي عهد كان فيه من يؤكّد على أنك من أهل النار لو جالست أحداً منهم ورغم ذلك كان ثمة احتفاء بالقصيدة الحداثية المحلية في المنابر والمهرجانات العربية كالمربد وجرش وأصيلة في وقت كانت جامعاتنا تشهد انغلاقاً واضحاً، وكان الابتعاث للخارج قد أوقف وكثر الحديث عن مضار السفر إلى الخارج. وكان من بيننا حينها من يقرأ للبياتي والسياب وغيرهم لمجرد أن يعرف أين وكيف يمكن لهؤلاء إفساد أبنائنا. المربد على سبيل المثال كان ملتقى للشعراء من أجيال مختلفة لكنهم يتدفئون على نار واحدة وكان هناك لقاءات أخرى لها جديتها وفعاليتها غير المهرجانات).

ويرى السريحي أن ما تم تكريسه في التجربة الشعرية تكرس أيضاً في مجال النقد الأدبي ويضيف السريحي (نحن لا نؤسس لمدرسة، بل نستحضر المشهد العربي القائم ونضع لبنة فيه وسمه ما شئت النقد الجديد أو النقد الثقافي. الأمور لا تبنى على أوليات ولقد ولى زمن العسكر القائم على الأولية والزمن زمن تلاقح الأفكار ويجوز للنقاد الجدد أن يتحدثوا عن قطيعة معرفية مع أساتذتهم الذين سبقوهم. لقد تكرس تجاوز القطرية في الظاهرة الشعرية وفي النقد أيضاً وظهر ذلك جلياً بالإضافة إلى المهرجانات العربية في مؤتمر جامعة صنعاء عام 87 م وفي مؤتمر جامعة البحرين بعده بعام وفي مؤتمر قراءة جديدة للنقد العربي في جدة ولو لم تتجاوز الحداثة القطرية لكانت ركوداً مثل الذي سبقها والذي تبعها وما نزال فيه).

وحول إشكالية التلقي للنتاج الحداثي تحدث السريحي مشخصاً الوضع وقال: (الحداثة تحريض على الفهم مع رفع معيار الخطأ والصواب فليس هناك قراءة صحيحة أو خاطئة والحداثة تحرض الإنسان على أن يكون حراً في الفهم والاستيعاب وللأسف تحول الحديث في الحداثة نفسها إلى حديث عنها وما تراكم حولها وتعدد الخطاب النقدي حول الحداثة وتناقض وشاركت في صياغته أقلام لا نصيب لها من الأدب إلا أنها كتبت عن الحداثة وشارك فيه أيضاً كتاب الصحف وخطباء المنابر وأصبح مثار لنقع تتهاوى فيه التهم والدفعات وما علمتم وما لم تعلموا). وأضاف السريحي (الحديث حول الحداثة مظهر من مظاهر تلقيها والحداثة باعتبارها النص الحديث هي في الجوهر إنجاز لغوي ومحاولة لقول ما لم يقل فهي تحمل لغة جديدة ولغة غامضة وكأي أمر غامض فهو محرض على فك مقاليده).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة