Culture Magazine Monday  22/10/2007 G Issue 219
أوراق
الأثنين 11 ,شوال 1428   العدد  219
 
فقط فوضى
سارة الزنيدي

 

 

* بعد تطور الأحداث الجديدة وظهور أحزاب الأخوة ونشطاء المحبة والراغبين في السلام استصعب الأمر على المتطفلين؛ فأصبح الدخول من (النوافذ) أمراً ليس يسيراً، وأصبحت الأحاديث أكثر حرمة، وفتح المساحات شائكاً وضيقاً إلى حد أنه قد يخنقهم..!!

* لم تعد هناك مساحة أكبر للفضفضة، ومشاركة الغير بالهمّ العام تحولت إلى نوع من الإرهاب.. هل قلت أنا الإرهاب؟ عذراً قصدي من (الرهاب) الاجتماعي..!

* الجميل في الأمر أن الأحاديث النسائية تغيرت وتمحورت حول واقع واحد؛ فلم تعد تبالي المرأة بالضوابط كثيراً؛ لعلها تعتقد أن السجون (للرجال) فقط، كما هو مأخوذ عادةً في هذا المجتمع..!

* حتى أنهن تجاهلن الحديث عن مشاكلهن الأسرية والنقد اللاذع للأزواج أو كشف فضائح اجتماعية علناً والإفصاح عن شخصيتهن فيها!

* الزيارات أصبحت الآن أكثر خطورة فربما يطرق بابك يوماً ما شخص غريب الأطوار مختلف السحنة له عيون زرقاء وشعر أشقر وبشرة أكثر بياضاً ونصوعاً حتى من (تايد)..!!

* في الوهلة الأولى (قد) تعتقد أنك تحلم، ولكن حينما تقرصك زوجتك ستعلم أنها الحقيقة.

* لقد سمعت بأن جارتنا (أم محمد) تحمل في خزانة ملابسها سلاحاً نووياً وبأنها - ومع اتفاق مبرم مع نساء الحارة - عقدت صفقة أسلحة وخبأتها في (ثلاجة) مطبخها، ولكن يقال إن كل هذه الأحاديث ملفقة على الجارة (أم محمد) من أجل دخول منزلها ومشاهدة (موكيتها) الجديد..!!

* حينما تشتاق إلى أحدهم قم ب(التبلّي) عليه، وذلك بالطبع من فرط المحبة!!

* كاشتياقنا الآن إلى لون (اليلكي) الغائب عن أسواق الفقراء منذ غلاء الأسعار.

* لقد شاهدت أحدهم يقف أمام (الصراف الآلي) ويقول بحزن: (والله ولك وحشة)!!

* ثم سمعت خلسة رجلاً يتمتم: (مشتري فيك يعني مشتري فيك). عندما استكشفتُ الأمر تبيّن لي أنه يحكي مع قطعة نقدية فئة (عشرة ريالات) كانت مقطعة قطعاً صغيرة، وكان يقوم ب(تلصيقها) كي يستفيد منها.

* أخيراً أخذت مكاناً منعزلاً وسحبت كرسيّاً بارداً وفردت كفة يدي اليمنى وضربت بها كفة يدي اليسرى خبطاً ولزقاً ثم بدأت أهز رأسي أسفاً على حال قومي كيف لهم أن يصبحوا على هذا الحال؟ وهل سيعودون الإقطاعيين مرةً أخرى..!؟

* مستحيل طبعاً؛ فلا بد أن (الناس) يبالغون قليلاً أم لعلهم مبذرون، لابد أنهم بخيلون.

* أقبل النادل عليّ مسرعاً بلباسه النظيف ووجهه البشوش وابتسامته المصطنعة.. سألني بأدب:

* هل ترغبين بشيء معين سيدتي.. أم لعلك ستتكلين علينا؛ فلدينا ولدينا ولدينا...؟

* وقتها لم أكن أرغب بشيء ما عدا الراحة وكأس ماء بارد، والحمد لله حينها أني لم أكن جائعة..!!!

* فبعد ما يقارب الساعة طلبت الحساب من النادل.. جاءني وهو يحمل نفس

الابتسامة ومعه الفاتورة.. في أول الأمر ضحكت ورجعت له الفاتورة. قلت له بصوت واثق بأني الشخص الخطأ: هذه ليست فاتورتي، ثم صحّح لي المعلومة: ألم تطلبي يا سيدتي كأس ماء بارد؟

* قلت له: نعم.

* ابتسم بضيق: هذه فاتورتك.

* ساعة كي أجمع شتات (الريالات) من محفظتي. أخيراً استطعت أن أكمل العدد.

* الغلاء وصل إلى هنا..؟!!

* الحمد لله أني لم آكل وجبة غداء وإلا كنت سأقيم في المطعم كي أغسل الصحون أجرةً لطعامي..!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة